رياضتنا تبحث عن ذاتها.. والبطولات القوية هي المقياس
ناصر النجار
من حقنا أن نسأل أين رياضتنا وإلى أين وصلت، وهل ستبقى هذه الرياضة تستند في وجودها إلى جهد اتحاد الفروسية وعلى القليل القليل من الأبطال الذين زينوا صدر الرياضة بالألقاب والإنجازات.
في دورة المتوسط الأخيرة لم تكن المشاركة جيدة بالمطلق، فلولا الفروسية لكنّا في خبر كان، والحصاد ببقية الرياضات كان دون المتوقع، ومن المؤسف أن تكون إنجازاتنا الرياضية مقتصرة على ثلاثة رياضيين فقط (أحمد غصون– معن أسعد– مجد الدين غزال)، فهل هؤلاء مهمتهم أن (يحملوا) الرياضة السورية على أكتافهم؟.
من حق فرساننا أن نرفع لهم قبعاتنا احتراماً لإنجازهم الكبير في هذه البطولة وما بعدها من بطولات، ومن حق الأبطال الآخرين أن نكنّ لهم كلّ المحبة والتقدير، فهؤلاء صنعوا الرياضة السورية في كلّ المناسبات المهمة وأعلوا راية الوطن خفاقة في بطولات لها وزنها.
هذه هي الإنجازات التي يجب أن نبحث عنها وأن نعمل من أجلها، لتسلك رياضتنا طريق التفوق بعد أن عانت كثيراً وما زالت تعاني في الكثير من الألعاب الرياضية الأخرى.
ماذا فعلنا بعد دورة المتوسط؟ وهل عملنا على صناعة جيل جديد من الأبطال والبطلات، ألا يحقّ لنا أن نسأل عن موقع رياضتنا على الخارطة العربية وليس الآسيوية، اليوم للأسف نجد الأسماء نفسها تشارك بدورة الألعاب الآسيوية ولا يوجد لاعب واحد جديد نعول عليه، وهذا يدلّ على أن رياضتنا نائمة وهي تغطّ في سبات وإذا استيقظت من سباتها غرقت في مشكلاتها!!.
دورة الألعاب الآسيوية هي المقياس، فنحن نريد إنجازات لها وزنها وليس إنجازات خلبية لا تقدّم ولا تُؤخر، فليس المقياس بطولة غرب آسيا ومن الممكن أن نعتبرها محطة استعداد فقط، ومثل هذه البطولات لم يعد لها أهمية قياساً إلى مستوى المشاركين، فالميداليات والإنجازات التي نحصل عليها في البطولات الضعيفة ليست مقياساً لتطور رياضتنا ولا تعتبر ميزاناً لها، وها هي دورة الألعاب العربية الرياضية الأخيرة التي تغنّينا بما حققنا فيها كانت دون المطلوب بسبب ضعف المشاركة فيها وضعف المشاركين الذين كانوا من النخب الثاني في بلادهم!.
وضمن منطق البطولات الكبرى علينا أن ننظر إلى رياضتنا بجدية وبعين الاهتمام والرعاية والدعم، وأن نعالج أي تقصير وخطأ حتى لا تكون مشاركتنا شرفية فنصبح ضيوف شرف في البطولات الدولية والرسمية، فشرف المشاركة حققناه وبقي شرف التواجد القويّ.