أخبارصحيفة البعث

هل أوكل الغرب إلى “دودا” إعلان الهزيمة؟

تقرير إخباري

لا شك أن جميع من يدّعون أنهم حلفاء أوكرانيا يفعلون ذلك مدفوعين بمصالح خاصة تربطهم بهذا البلد، فحلف شمال الأطلسي “ناتو” بدوله كافة ينتظر من أوكرانيا أن تكون أداة في إضعاف روسيا وصولاً إلى هزيمتها استراتيجياً وتفتيتها واستكمال هيمنته على العالم، وعلى مستوى الدول هناك مصالح لكل من هذه الدول في دعم النظام الأوكراني لتحقيق مصالح جيوسياسية معيّنة.

وسواء أكانت هذه الدول غربية أم تنتمي إلى المعسكر الشرقي سابقاً، فإنها تنتظر من وراء الحرب في أوكرانيا مصلحة خاصة، وعلى رأس هذه الدول في هذا المعسكر بولندا التي تطمع في ضمّ الجزء الغربي من أوكرانيا إليها بعد انهيار النظام الأوكراني.

والآن وبعد أن تبيّن للجميع أنه لا جدوى من دعم النظام الأوكراني في هذه الحرب الخاسرة، وأن الحلف الأطلسي لن يتمكّن من تأمين حماية لأيّ دولة أطلسية في حال دخولها مباشرة في حرب مع روسيا، بات لزاماً على بولندا أن تعترف بمواطن الدعم للنظام الأوكراني، ومنها أنّها شكّلت ممرّاً إجباريّاً لأسلحة الناتو المرسلة إلى أوكرانيا.

ومن هنا، دافع الرئيس البولندي أندريه دودا عن قرار بلاده تمديد حظر استيراد المنتجات الزراعية من أوكرانيا، مشيراً إلى أن وارسو يجب أن تحمي مصالحها.

وقال دودا خلال مؤتمر صحفي، على هامش فعاليات دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، تعليقاً على الشكوى التي قدّمها نظام كييف لمنظمة التجارة العالمية ضد بولندا ودولتين أخريين بشأن تمديدها الحظر: “كان من الجيّد لو تذكرت أوكرانيا أنها تحصل على مساعداتٍ منا، وأننا بلد الترانزيت بالنسبة لأوكرانيا”، في إشارة إلى أن جميع المساعدات العسكرية والإنسانية تأتي إلى أوكرانيا عبر بولندا.

وعلى أساس المعلومات التي حصل عليها دودا من حلفائه الأطلسيين بالنسبة إلى قناعتهم التامة بأن أوكرانيا ستخسر الحرب لا محالة، وأن الغرب ليس مستعدّاً لدعم هذا النظام الخاسر إلى ما لا نهاية، تجرّأ دودا على تشبيه أوكرانيا بـ”شخص غارق يمسك بأي شيء ممكن”، مشيراً إلى أن بولندا مضطرة لاتخاذ إجراءات لضمان أمنها، وفي هذا الحديث ما يكفي لتأكيد أن الغرب فعلاً اتخذ قراراً بترك فلاديمير زيلنسكي يواجه مصيره وتحميله المسؤولية عن الهزيمة أمام روسيا، فلا ينبغي للغارق الأوكراني أن يغرق بولندا معه، وإذا حاول ذلك فستضطرّ بولندا إلى حرمانه من المساعدات، لأن مصالح بولندا فوق كل الاعتبارات، وهذا الحديث طبعاً لم يكن دودا يستطيع إطلاقه قبل الآن.

وعلى هذا النحو، يمكن أن نستنتج أن الغرب الأطلسي قد أقرّ ضمنيّاً بهزيمته في الحرب على روسيا، وأنه يسعى فقط لإيجاد الذرائع لوقف الدعم غير المجدي للنظام الأوكراني، والبداية يجب أن تكون من الدولة الشرقية بولندا، وليس من غيرها، فهل أوكل الغرب إليها إعلان الهزيمة؟.

طلال ياسر الزعبي