مظاهرات في مدن أمريكية رفضاً للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة
واشنطن – أوتاوا – سانا
تظاهر الآلاف في واشنطن ومدن أمريكية عدة دعماً لفلسطين ورفضاً لعدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة المحاصر وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق أهله.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن الآلاف من الأمريكيين وأبناء الجاليات الفلسطينية والعربية والجاليات الأخرى شاركوا في المظاهرات التي نظمتها المؤسسات الفلسطينية والحقوقية في واشنطن وشيكاغو وكاليفورنيا ونيويورك وميشيغان.
ورفع المتظاهرون العلم الفلسطيني ولافتات تؤكد حق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال، وأخرى ترفض وصف المقاومة بالإرهاب وتطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتحرير فلسطين وإطلاق سراح جميع الأسرى من معتقلات الاحتلال، وإنهاء الدعم الأمريكي لـ “إسرائيل”.
وخلال الأيام الماضية شهدت مدن أمريكية وعدد من المدن والعواصم حول العالم مظاهرات حاشدة تندد بالعدوان، وتؤكد دعم الفلسطينيين وحقهم المشروع في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي الذي أسفر عدوانه على القطاع منذ السبت الماضي إلى ارتقاء 1203 شهداء وإصابة 5763، وتدمير أحياء سكنية بأكملها على رؤوس ساكنيها.
وفي شأنٍ متصل، كشف موقع “وورلد سوشاليست” الأمريكي عن حملة شرسة وممنهجة على أعلى المستويات تستهدف أكثر من 30 منظمة طلابية في جامعة هارفارد الأمريكية، بعد إصدارها بياناً تدين فيه جرائم الاحتلال الإسرائيلي وتحمله كامل المسؤولية عن إراقة الدماء في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأوضح الموقع أن الحملة التي تقودها إدارة جامعة هارفارد الواقعة في ولاية ماساتشوستس الأمريكية بالتعاون مع وسائل الإعلام وسلطات الولاية تشمل بروباغندا لتشويه سمعة المنظمات الطلابية التي وقعت على بيان إدانة كيان الاحتلال وممارساته وإصدار تهديدات بملاحقتها وتجييش الرأي العام ضد من شارك بالبيان وسط ضغوط كبيرة من بعض الأساتذة الجامعيين ووسائل التواصل الاجتماعي للانسحاب من البيان. كما حمل نص البيان “إسرائيل” المسؤولية الكاملة عما يحدث في غزة.
ولم يكتف المشاركون في الحملة الشرسة ضد المنظمات الطلابية التي أصدرت البيان بتوجيه الانتقادات اللاذعة وفقاً للموقع، بل عمد الكثير منهم الى قلب الوقائع والترويج لفكرة أن المشاركين في إصدار البيان يدعمون الإرهاب والعنف.
وأشار الموقع إلى أن مثل هذه الحملة لم تحدث فقط في جامعة هارفارد، حيث تتعرض رئيسة نقابة المحامين في كلية الحقوق بجامعة نيويورك رينا وركمان الى هجمات مماثلة من إدارة الجامعة ووسائل الاعلام وعناصر متطرفة داعمة لكيان الاحتلال بعد إصدارها بياناً تضامنت فيه مع الشعب الفلسطيني.
بدورها، أكدت منظمة (مجلس السلام الأمريكي) أن وقائع الأحداث الدامية التي تشهدها أراضي فلسطين هي نتيجة حتمية للاحتلال الإسرائيلي الممتد على مدى 75 عاماً، وانتهاكاته الإجرامية لحقوق الفلسطينيين.
وقالت المنظمة في مقال نشره موقع “غلوبال ريسيرتش” الكندي: إن تصريحات زعيم حكومة الاحتلال بنيامين نتينياهو تخفي الحقيقة التاريخية بشأن (إسرائيل) التي كانت ومازالت ولعقود طويلة كيان حرب مسلطاً على الفلسطينيين.
وأوضحت المنظمة أن الادعاء الأكثر تضليلاً وبجاحة هو زعم سلطات الاحتلال أن عملية طوفان الأقصى كانت بمثابة صدمة ومفاجأة بالنسبة لها، وهي التي تتبع منذ عقود وسنوات طويلة سياسات إجرامية بحق الفلسطينيين، ولديها سجل تاريخي مخز في انتهاكاتها المتواصلة لحقوقهم.
وألقى المجلس مسؤولية إراقة الدماء التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة تاريخياً، وليس فقط في أعقاب عملية طوفان الأقصى على عاتق كيان الاحتلال وممارساته التي أفضت إلى هذه النتائج الكارثية.
كما حملت المنظمة الولايات المتحدة الشطر الأكبر من المسؤولية بدعمها غير المشروط والسافر لانتهاكات كيان الاحتلال وممارساته العنصرية وخروقاته الفاضحة للقوانين الدولية وضخ ملايين الدولارات على شكل مساعدات مالية وأخرى عسكرية له، وغض الطرف بشكل كامل عما يرتكبه جيش الاحتلال والمستوطنون من فظائع في المناطق الفلسطينية المحتلة، إضافة إلى فرضه الحصار الجائر على غزة ومنعه المستمر لأي جهود يبذلها المجتمع الدولي لجهة مساءلة (إسرائيل) عن جرائمها.
وأكد الكاتب الأمريكي نورمان سولومون أن بروباغندا إعلامية خطيرة مستوحاة من هجمات أيلول عام 2001 في الولايات المتحدة، يستخدمها كيان الاحتلال الإسرائيلي حاليا لتبرير ما يرتكبه من جرائم جماعية علنية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر.
وذكر سولومون في مقال على موقع كاونتر بانش الأمريكي أن سلطات الاحتلال خرجت بالعبارة الجديدة المسماة (هجمات أيلول الإسرائيلية)، واستخدمتها كمسوغ لما ترتكبه وستقوم بارتكابه من فظائع بحق الفلسطينيين، محاولة بذلك محاكاة أصداء ما حدث عام 2001 ،حيث تذرعت إدارة الرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش الابن بهجمات أيلول لتشن حربها طويلة الأمد على أفغانستان، فقتلت من قتلت ودمرت ما دمرته تحت هذه الذريعة.
ولعل أكثر الجوانب خطورة في البروباغندا الجديدة المسماة “هجمات أيلول الإسرائيلية” وفقاً لسولومون هو ما حدث سابقا بعد هجمات أيلول الأمريكية، حيث لعبت واشنطن دور الضحية التي تعاني من مأساة محزنة لتشن حرباً مفتوحة تقتل فيها مئات آلاف الأبرياء في أنحاء العالم بحجة الحرب على الإرهاب، فأصبحت هجمات أيلول التي تلعب “إسرائيل” بورقتها حالياً رخصة للقتل.