لماذا رفضت وزارة التربية افتتاح مدرسة الـ 24؟!
علي عبود
تابع عدد كبير من سكان توسّع دمر أعمال البناء في المدرسة الكائنة في المقسم 6 في الجزيرة 24، والتي تتوسّط عدة جزر (16 ـ 22 ـ 23 ـ 24..) على مدى أكثر من عامين إلى أن أصبحت جاهزة إنشائياً في عام 2020. وفرح السكان كثيراً عندما قامت وزارة التربية بتدشين المدرسة في مطلع آذار عام 2021 وتوقعوا أن تستقبل الطلاب في مطلع العام الدراسي 2021 – 2022، لكن خاب آملهم، وتساءلوا حينها: لماذا لم تفتح وزارة التربية أبواب المدرسة أمام الطلاب القاطنين في جزر لا يتواجد فيها سوى المدارس الخاصة؟
لعلّ وزارة التربية لا تعرف أن جزر التوسّع تعود لجمعيات سكنية تعاونية، أي إن القسم الأكبر منهم من ذوي الدخل المحدود، وبالتالي فالمدارس الخاصة في التوسّع هي للأثرياء، سواء أكانوا من خارج ضاحية الشام، أم من الذين اشتروا منازل في التوسّع بالمليارات.
وقد تجدّدت آمال السكان، بعد قيام سفير جمهورية الصين الشعبية في دمشق بتقديم منحة لفرش المدرسة، بل وأعرب السفير عن سعادته أثناء زيارته للمدرسة مع وزير التربية السابق، بتاريخ 6/ 1/ 2022، بافتتاحها ووضعها في الخدمة خلال النصف الثاني من العام الدراسي 2022- 2023، لكن الوزارة لم تفتح المدرسة أمام الطلاب لا في النصف الثاني من العام الدراسي، ولا في العام الدراسي 2022- 2023 ولا في العام الدراسي الجديد 2023-2024.. فما هي أسباب رفض وزارة التربية وضع المدرسة الكائنة في المقسم 6 في الجزيرة /24/ في الخدمة على الرغم من أنها جاهزة منذ ثلاثة أعوام؟.
نعم، إذا كان وزير التربية السابق دشّن المدرسة في مطلع آذار 2021، وإذا كانت المدرسة مجهّزة بالأثاث والمستلزمات، فما الذي يمنع من فتح أبوابها أمام الطلاب طيلة الأعوام السابقة؟!.
المدرسة، حسب توصيف وزارة التربية، نموذجية مخصّصة للحلقة الثانية من التعليم الأساسي، وتتألف من ثلاثة طوابق، وتضمّ 18 قاعة صفية، وغرفتي مرسم ومخبر ومكتبة عامة وقاعة معلوماتية.. إلخ.
والمهمّ أن وزارة التربية أكدت عند حفل التدشين أن هذه المدرسة ستخفّف الضغط عن مدارس المناطق المحيطة، ومع ذلك لاتزال مغلقة، فلماذا؟.
اكتشفنا أخيراً، أنه كان لدى وزارة التربية خطط أخرى لهذه المدرسة الأنموذجية، فقد أجّرتها لأحد المستثمرين، أيّ إنها شيّدتها، وأثّثتها بمنحة صينية، لتقدمها جاهزة للقطاع الخاص خلافاً لقانون المدارس الخاصة!!.
الخلاصة: بما أن وزير التربية ألغى عقود المدارس المؤجرة للقطاع الخاص، وبما أن من استأجر المدرسة الكائنة في الجزيرة 24 بضاحية الشام الجديدة لم يُنفق عليها قرشاً واحداً، وبما أنها مجهّزة وجاهزة، فلماذا رفضت وزارة التربية فتح أبوابها أمام الطلاب في العام الدراسي الجديد 2023 – 2024؟!!