غزة… رائحة الموت في كل مكان
تقرير إخباري
في حال قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بشن غزو بري على قطاع غزة، فسوف تحصل كارثة كبيرة، وسيواجه سكان القطاع نكبة ثانية، وبالتالي تصبح صور غزة مرعبة.
وعلى الرغم من عدم إظهار ما يجري في غزة من قبل وسائل الإعلام الغربية التي تخون دورها، فهذا لا يعني على الإطلاق أنه لا توجد كارثة في القطاع، فقد نزح أكثر من مليون شخص حتى الآن، نصفهم من الأطفال، فيما بقي كثيرون في منازلهم المدمرة وكأنهم ينتحرون.
الأشخاص المعمرين والنساء والأطفال، ومن هم من ذوي الاحتياجات الخاصة، والمرضى جميعهم نزحوا سيراً على الأقدام، أو على ظهر السيارات، أو على الدراجات النارية، يتوجهون نحو الهلاك وهم يعرفون ذلك.
ولا أحد من بين هؤلاء لديه بصيص أمل في أن يكون عنده بيت وسيعود إليه، ولا أحد من هؤلاء لا يتذكر مشاهد النكبة التي عاشها جيل أهاليهم منذ 75 عاماً. اليوم باتت غزة تشبه ناغورنو كاراباخ، فأين ذهب السكان، وأين يختبئون؟ في البحر، ربما، فلا ماء ولا كهرباء ولا غذاء، ولا أدوية.
هذا الاستبعاد والتهجير هو عقاب جماعي، ينذر بما سيحدث لاحقاً، فسلطات الكيان المحتل تؤكد أنها ستنتزع شمال قطاع غزة من المقاومة، وأنها ستتوجه فيما بعد إلى الجنوب، عندئذ سيعود المليوني فلسطيني، أو من بقي منهم في القطاع، نحو الشمال لتطهير الجنوب. وعندما تكون المهمة قد أنجزت، سينكّب جيش الاحتلال على إحصاء أعداد الضحايا الذين سقطوا في غزة، وسوف يؤكد أن غالبية الضحايا هم من المقاومة، وكل مراهق سوف يحسبونه عضواً في المقاومة. يوم السبت الماضي استشهد أكثر من 600 طفل فلسطيني قبل حدوث أي غزو بري، وهؤلاء الأطفال ليسوا أعضاء في المقاومة.
وبالتأكيد سيعلن الكيان المحتل أنه انتصر فيما ستكون غزة قد سحقت، وسيكون سكان غزة قد تعرضوا للإبادة، وسوف تمتزج رائحة الموت المنتشرة في قطاع غزة مع مشاهد أولئك الذين يموتون من الجوع أو أولئك الذين هم على حافة الموت في المستشفيات المدمرة. وسوف يستمر العالم الغربي بدعم الكيان المحتل ويزعم أنه هاجم قطاع غزة بطريقة وحشية لأنه لم يكن أمامه خيار آخر، وسيطلع الصباح وقطاع غزة مدمر، لكن العالم ليس بحاجة إلى وقوع كارثة إنسانية خطيرة للفلسطينيين كي يفهم أنه على شفا مصيبة تاريخية للفلسطينيين.
هيفاء علي