منيف كنوزي يستعيد وجوه الطرب العربي الأصيل
آصف إبراهيم
الأبيض والأسود ليسا مجرد لونين في معرض الفنان التشكيلي منيف كنوزي في صالة اتحاد الفنانين التشكيليين “صبحي شعيب” وسط مدينة حمص، بل هما استحضار لزمن فني جميل شهد بروز عمالقة في الطرب العربي الأصيل والخالد، يحاول الفنان كنوزي استحضار وجوه هؤلاء العمالقة الذين تعرّفنا عليهم من خلال شاشة التلفزيون الفضية زمن الأبيض والأسود، من خلال بورتريهات تصويرية محايدة، لا يحاول فيها تخطي الحالة التسجيلية للصورة الأصل، بل يكتفي بالاقتباس التناصي لصور معروفة لتلك الوجوه، مستعيناً باللونين الأبيض والأسود مع الاشتغال على تموضع الظل والنور وتعابير الوجه.
اثنان وثلاثون وجهاً لكبار عمالقة الطرب العربي من سورية ومصر ولبنان تحديداً، منهم صورة معروفة لسيدة الغناء العربي أم كلثوم، والعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، وشادية والسيدة فيروز ونصري شمس الدين ووديع الصافي من لبنان، ومن سورية ميادة الحناوي وصباح فخري وربا الجمال وغيرهم الكثير، لم ينجح كنوزي في مقاربة الصور الأصل لبعض الوجوه بالسوية والاحترافية ذاتها، حيث جاءت بعض البورتريهات، غير متشابهة مع الأصل، ولاسيما بورتريه سميرة توفيق.
تخلّل كلّ تلك الوجوه لوحتان مشهورتان للثائر الكوبي الأرجنتيني الأصل أرنستو تشي جيفارا.
منيف كنوزي، مواليد قرية حبنمرة بريف حمص الغربي عام 1951، تخرّج في معهد الفنون بدمشق عام 1972، درّس مادة الفنون في مدارس ومعاهد حمص لأكثر من ثلاثين عاماً، وشارك في معارض جماعية عديدة في حمص ودمشق وأمريكا، وله معارض فردية عديدة.
يهتمّ كنوزي بالشعر الزجلي وصدرت له مجموعتان شعريتان؛ الأولى بعنوان “ضيعتنا”، عام ٢٠٠٠ يتغنى فيها بجمال قريته. والثانية بعنوان “وادينا وضيعتي”، عام ٢٠١٠ يصف فيها قريته والقرى المحيطة بها، كما شارك في عدد كبير من الندوات الشعرية التي تقام بشكل دوري في معظم المراكز والدور الثقافية في المحافظات والمدن السورية، وهو عضو في “جمعية شعراء الزجل” في سورية، وعضو في اتحاد الفنانين التشكيليين.