اضطرابات القلق مخاطرها وعلاجها
دمشق _ حياة عيسى
من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالقلق أو بالفزع من حين إلى آخر، أما إذا كان الإحساس بالقلق يتكرر في أحيان متقاربة دون أي سبب حقيقي إلى درجة أنه يعيق مجرى الحياة اليومي الطبيعي فالمرجح أن هذا الإنسان يعاني من اضطراب القلق، هذا الاضطراب يُسبب القلق الزائد وغير الواقعي وشعورًا بالخوف، وهو يفوق ما يمكن اعتباره رد فعل طبيعيًا على حالة معينة.
حيث بينت الدكتورة كناز الشيخ رئيسة الرابطة السورية للصحة العامة وطب المجتمع في حديث ل “البعث” أن للقلق أنواع عدة منها رهاب الخلاء (Agoraphobia): وهو الخوف من الميادين والتواجد في الأماكن العامة.
اضطراب القلق بسبب حالة طبية: وهو نوع من القلق يأتي نتيجة الإصابة بمشكلة طبية وحالة صحية معينة، اضطراب القلق المتعمم (Generalized anxiety disorder): وهو
القلق الزائد من القيام بأي نشاط أو الانخراط بأي أحداث حتى الروتينية، إضافة إلى اضطراب الهلع (Panic disorder): هي سلسلة من القلق والخوف التي تصل إلى أقصى مستوياتها خلال دقائق قليلة، وقد يشعر المصاب بهذا النوع من القلق بضيق وتسارع في التنفس وألم في الصدر.
الصمت الاختياري (Selective mutism): هو فشل الأطفال في الكلام في مواقف محددة، مثل: التواجد في المدرسة.
قلق الانفصال: هو اضطراب طفولي يتمثل في الخوف والقلق من الانفصال عن الوالدين، والرهاب الاجتماعي: الخوف من الانخراط في الأحداث الاجتماعية والشعور بالخجل وقلة الثقة بالنفس.
كما عرجت الشيخ إلى أعراض القلق تختلف من حالة إلى أخرى، سواء من حيث نوعية الأعراض المختلفة أو من حيث حدتها، وتشمل أعراضه الصداع، العصبية أو التوتر، الشعور بغصة في الحلق، صعوبة في التركيز، التعب، التهيج وقلة الصبر، الارتباك، الإحساس بتوتر العضلات، الأرق، فرط التعرق، ضيق النّفس، آلام في البطن، الإسهال، وهنا فقد يشعر المصاب بالقلق بأنه قلق جدًا حيال أمنه الشخصي وأمن أحبائه، أو قد يتولد لديه شعور بأن شيئًا سيئًا سيحدث حتى إذا لم يكن هناك أي خطر محسوس، تبدأ نوبة القلق عادةً في سن مبكر نسبيًا.
وبالحديث عن أسباب وعوامل خطر القلق حسب _الشيخ _ فقد بينت أنه كما هو الحال في معظم الاضطرابات النفسية من غير الواضح تمامًا ما هو المسبب لاضطراب القلق، إذ يعتقد الباحثون بأن مواد كيميائية طبيعية في الدماغ تسمى الناقلات العصبية، مثل: السيروتونين (Serotonin) والنورأدرينالين (Noradrenaline) تؤثر في حصول هذه الاضطرابات، وتعود أسباب الإصابة بالقلق الافتراض بأن لهذه المشكلة مجموعة متنوعة من الأسباب، تشمل اضطراب الهلع.
اضطراب القلق المتعتم،اضطراب الرهاب، اضطراب التوتر،
الإصابة ببعض الأمراض، مثل: السكري، وأمراض القلب.
وأكدت الشيخ ان هناك عوامل عديدة للإصابة باضطرابات القلق من شأنها أن تزيد من خطر الإصابة باضطراب القلق المتعمم، وهي تشمل الطفولة القاسية، كالأطفال الذين عانوا من صعوبات أو ضائقة في طفولتهم بما فيها كونهم شهودًا على أحداث صادمة، مثل: الإصابة بأمراض خطيرة كالسرطان قد يصابون بنوبة من القلق، أو التخوف من المستقبل وما يحمله كالحالة الاقتصادية، التوتر النفسي: إن تراكم التوتر النفسي نتيجة لحالات موترة وضاغطة في الحياة قد يُولّد شعورًا بالقلق الحاد، فمثلًا: المرض الذي يستدعي التغيب عن العمل مما يسبب خسارة في الأجر والمدخول من شأنه أن يسبب توترًا نفسيًا، وبالتالي اضطراب القلق المتعمم، الشخصية
كالأشخاص الذين يتمتعون بمزايا شخصية معينة قد يكونون أكثر عرضة للإصابة باضطراب القلق، والأشخاص ذوو الاحتياجات النفسية غير المتوفرة كما يجب، مثل: الارتباط بعلاقة عاطفية غير مرضية قد يشعرون بعدم الأمان مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة باضطراب القلق، إضافة إلى العوامل الوراثية.
علماً إن اضطراب القلق يسبب للمصاب به أكثر من مجرد الشعور بالقلق، فهو قد يسبب له أو يُفاقم لديه أمراضًا صعبة وخطيرة، ويمكن أن يكون من بينها اللجوء إلى استعمال مواد مسببة للإدمان، أرق وإحساس بالاكتئاب، اضطرابات هضميّة أو معويّة، صداع، صرير الأسنان، لذلك لابد من الوقاية من القلق من خلال الالتزام بعادات النوم الجيدة التي تساعد في منع الأرق وتعزيز النوم السليم، تجنب أو الحد من القيلولة.
تجنب الكافيين والكحول تجنب الوجبات الكبيرة والمشروبات قبل النوم، مع ضرورة استشارة الطبيب حول إمكانية استخدام العلاجات لضمان السلامة العامة وعدم تداخلها مع العلاج الدوائي، والتي تشمل أوميغا 3، حمض الفوليك، فيتامين ب6، المغنيسيوم، التمارين الرياضية، التعرض للشمس.