بايدن المتواطئ مع الكيان الصهيوني
تقرير إخباري
بدلاً من المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، عملت إدارة بايدن بشكل نشط على توفير غطاء إضافي للفظائع الإسرائيلية التي ترتكبها في غزة عندما أغرقت “إسرائيل” غزة في الظلام قبل بضعة أيام، من خلال قطع الغذاء والمياه والكهرباء والوقود والإمدادات الطبية وغير ذلك وسط الغارات الجوية والقصف الإسرائيلي المتواصل.
قال محمد أبو ركبة، الباحث الميداني في غزة ومن المنظمة الدولية للدفاع عن الأطفال في فلسطين :”كان هناك مشهد واحد لم يغادر مخيلتي منذ ذلك الحين، فبينما كنت اصطحب زوجتي وأطفالي الأربعة الصغار من مكان إلى آخر، بحثاً عن مكان آمن، كانت فرق الدفاع المدني الفلسطينية تنتشل جثة امرأة مقطعة من تحت أنقاض مبنى في الشارع الذي كانوا يسيرون فيه. ورغم محاولاتي إخفاء هذا المشهد المروع عن عيون أطفالي، إلا أنهم رأوا وصرخوا من هول المشهد. وكان ابني كرم البالغ من العمر 10 سنوات متجمداً تماماً في مكانه ولم يعد قادراً على المشي”.
إن تلك اللحظة يمكن أن تؤدي إلى سنوات من الصدمة النفسية لأي طفل، ولكن بالنسبة للأطفال الفلسطينيين في غزة، كانت تلك اللحظة مجرد واحدة من قائمة لا تنتهي من الصدمات التي تقوم بها “إسرائيل”. وفي غزة، حيث قتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 1030 طفلاً فلسطينياً في ما يزيد قليلاً عن أسبوع، وأصابت عدداً أكبر من ذلك، وشردت مئات الآلاف، لا يوجد طفل واحد في مأمن الآن.
لقد خذل العالم الأطفال الفلسطينيين، فقد سمح معظم زعماء العالم، بقيادة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي للقوات الإسرائيلية بقتل وجرح وتعذيب واحتجاز الأطفال الفلسطينيين مع الإفلات التام من العقاب لعقود من الزمن، حيث عاش الأطفال الفلسطينيون في غزة 16 عاماً تحت الحصار الإسرائيلي.
لقد تم دعم شن الضربات الجوية الإسرائيلية والقذائف والفوسفور الأبيض عملياً من قبل الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي أعرب مراراً وتكراراً عن دعم الولايات المتحدة “الذي لا يتزعزع ” لإسرائيل، وبدلاً من المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، تعمل إدارة بايدن بنشاط على توفير غطاء إضافي للقوات الإسرائيلية من خلال ثني الدبلوماسيين الأمريكيين عن التلفظ علناً بمصطلحات “وقف التصعيد، و”وقف إطلاق النار” و”إنهاء العنف”، و ” سفك الدماء” و”استعادة الهدوء”.
إن الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، تدق ناقوس الخطر بشأن الإبادة الجماعية، حيث كشفت القوات والسلطات الإسرائيلية عن نواياها بتنفيذ نكبة ثانية، والقضاء التام على الشعب الفلسطيني، حيث يقومون بقصف مجمعات سكنية بأكملها في المدينة، ويمسحون عائلات بأكملها من السجل المدني، ويقطعون الكهرباء والوقود والمياه عن المستشفيات التي تقدم الرعاية المنقذة للحياة.
إن الأطفال الفلسطينيين، الذين نجوا حتى الآن من الهجوم الوحشي الذي تشنه “إسرائيل” على غزة، غادروا منازلهم بحثاً عن مكان ليس فيه خراب حتى الانتهاء من إسقاط القنابل، ولكن حتى آباءهم لا يستطيعون الحفاظ على سلامتهم، ويحاولون قدر المستطاع حماية أطفالهم من المذابح التي ترتكب يومياً.
وبغض النظر عما ستفعله القوات الإسرائيلية بعد ذلك، فإن الأطفال الفلسطينيين قد دفعوا الثمن بالفعل، والولايات المتحدة والمجتمع الدولي متواطئان في حملة الإبادة الجماعية التي تشنها “إسرائيل” ضد الشعب الفلسطيني في غزة.
عناية ناصر