الفلبين تتورط في الألعاب الجيوسياسية لواشنطن

عائدة أسعد

يشير ما حدث في المياه القريبة من منطقة ريناي المرجانية الصينية في بحر الصين الجنوبي صباح يوم الأحد الماضي إلى مدى استعداد مانيلا للعمل كجزء من إستراتيجية واشنطن لاحتواء الصين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

إن الصواب والخطأ في الحادث واضح تماماً، فقد انتهكت السفن الفلبينية المياه المتاخمة للشعاب المرجانية في جزر نانشا الصينية دون تصريح لنقل مواد البناء إلى مانيلا. لقد أوقفت سفن خفر السواحل الصينية السفن الفلبينية وفقاً للقانون بعد فشل التحذيرات المتكررة، وفي هذه العملية تعمّدت السفن الفلبينية الاصطدام بسفنها، بطريقة غير مهنية وخطيرة، لتصعيد التوتر على الفور مع التظاهر بأنهم الضحايا.

وكما قال المتحدث باسم مجموعة خفر السواحل الصينية، فإن ما فعله الجانب الفلبيني ينتهك بشكل خطير القواعد الدولية لمنع الاصطدامات في البحر، ويهدّد سلامة الملاحة للسفن الصينية، وبالتالي تتحمّل الفلبين المسؤولية الكاملة عن الحادث، فقد وقعت الاصطدامات بعد وقت قصير من قيام الولايات المتحدة واليابان بتقديم سفن جديدة إلى الفلبين لمساعدة الأخيرة في الدفاع عن سيادتها وسلامة أراضيها، وعلى الرغم من أن مانيلا تعلم أن هذه مجرد ذريعة تستخدمها الولايات المتحدة لتغطية دوافعها الحقيقية لتحويل الفلبين إلى قطعة على رقعة الشطرنج الخاصة بها في الألعاب الجيوسياسية، إلا أنها تبدو مستعدة لتنفيذ أوامر الولايات المتحدة على حساب مصالح وأمن الوطن الفلبيني.

يجب على مانيلا أن تعلم أنه بغضّ النظر عن المدة التي ظلت فيها سفينتها راسية على الشعاب المرجانية -فإن تفكك سفينة الحرب العالمية الثانية لن يكون سوى مسألة وقت– كما أن ذلك لا يجعل الشعاب المرجانية الصينية والمياه المجاورة تابعة للفلبين. والواقع الوحيد الذي خلقته مانيلا على مدى السنوات الأربع والعشرين الماضية هو أن العالم أجمع يستطيع أن يرى مدى استعداد مانيلا للانحدار في محاولة لسرقة أراضي بلدان أخرى.

تجدرُ الإشارة إلى أنه لدى الجانب الصيني كلّ الأسباب لاتخاذ إجراءات حازمة لإزالة السفينة من الشعاب المرجانية بالقوة، أو تحديد موعد نهائي لمانيلا للقيام بذلك بنفسها، مع العلم أن السبب وراء امتناعها عن القيام بذلك هو أن بكين تضع في اعتبارها دائماً الصورة الأكبر للعلاقات الصينية الفلبينية، معتقدةً أنه لا ينبغي السماح لتكهنات مانيلا الاستفزازية بالتأثير على التنمية الشاملة للعلاقات الثنائية.

إن تصرفات الفلبين تنتهك سيادة الصين ووحدة أراضيها، وكذلك إعلان سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي والتزاماتها، وستواصل مجموعة CCG تنفيذ إجراءات إنفاذ القانون في المياه الخاضعة للولاية القضائية للصين، وستحمي المصالح الأساسية للصين بحزم، ويتعيّن على مانيلا أن تأخذ بعين الاعتبار وبعناية فائقة المكاسب والخسائر المحتملة الناجمة عن استفزازاتها التي تشجعها الولايات المتحدة على القيام بها، وأن تتجنّب توريط نفسها في الألعاب الجيوسياسية التي تمارسها واشنطن.