أين اتفاقية جنيف الرابعة؟
“أطفال يعانون حروقاً وجروحاً مفتوحة حديثة وبتراً جزئياً يتجوّلون في هذه الظروف ويقوم الآباء بإحضار أطفالهم إلينا قائلين: من فضلكم هل يمكنكم المساعدة؟، وليس لدينا إمدادات”.. هذه الجمل القصيرة اختصرت معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة وخاصة الأطفال.
يقول المثل: “وشهد شاهد من أهله”.. إميلي كالاهان مديرة نشاط التمريض في منظمة أطباء بلا حدود خرجت من غزة وتقيم في بلادها تروي لشبكة “سي إن إن” معاناة الأطفال التي عايشتها، قائلةً: كان هناك أطفال يعانون من حروق شديدة في وجوههم وأسفل أعناقهم وجميع أطرافهم، ولأن المستشفيات مكتظة للغاية تم إخراجهم على الفور وترحيلهم إلى المخيمات، وإضافة إلى الحروق الشديدة التي يعاني منها الأطفال كان هناك عمليات بتر جزئي بين النازحين داخلياً في غزة وهم معرّضون لخطر الموت جوعاً أو عطشاً.
منظمة الصحة العالمية أفاقت من سباتها وحذّرت من عمليات بتر يخضع لها مرضى فلسطينيون دون تخدير حتى غدا تحذيرها كمن يذرّ الرماد في العيون، مبيّنةً أن هناك نسبة لا يُستهان بها من المرضى يخضعون لعمليات البتر دون تخدير وأن هذا الأمر غير مقبول وفق حرصهم الزائف.
حال المرضى الفلسطينيين التي أوصلهم إليها الاحتلال الغاصب ليست بالسياسة الغريبة عليه، فهو يتبع سياسة الأرض المحروقة وسيحرق البشر والحجر بغية إقامة مستوطناته، حتى إن أحد قادة الاحتلال صرّح وعلى مسمع العالم أجمع باحتمالية إلقاء قنبلة نووية على غزة، لأن الحرب لها أثمان وفق وصف ما يسمّى وزير “التراث” الإسرائيلي.
هذا التصريح ليس غريباً على قادة الاحتلال فهو نتيجة طبيعية للدعم الغربي غير المحدود للمذابح والمجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين على مرأى العالم أجمع ووسط صمت دولي مطبق.
هنا يتساءل مراقبون هل يوجد في العالم مثل هذه الجرائم والمجازر التي يتعرّض لها الأطفال والنساء والمسنّون في قطاع غزة؟ وإلى متى سيقف ما يسمّى المجتمع الدولي إلى جانب المواقف الإسرائيلية ويتبناها دون تمحيص أو تحقيق ودون أن يحرّك ساكناً لتنفيذ قواعد القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة؟.
ليندا تلي