استيداع الأمل ؟!
بشير فرزان
يؤتمن العام الجديد على الكثير من الأماني التي لم تحظ بفرصة الدخول إلى ساحة الواقع، وبقيت معلقة على حبل الوعود المثقل بأعباء الناس وهمومهم التي لم تمنعهم – رغم تنكيلها بحياتهم – من التفاؤل بالقادم من الأيام التي يستودعها الناس مستقبلهم المحكوم بالأمل والصمود في وجه كل التحديات. ومن باب التذكير فقط بأحوال الناس التي تعيش الآن أقسى الظروف، وقبل أن تتقطع خيوط ارتباطهم بعام مضى، لا بد من التأكيد على إعادة التوازن للمعادلة المعيشية، وفي مقدمتها الحوارية الاقتصادية المتعلقة بالأسواق وفتيل أسعارها الذي أشتعل بطريقة جنونية. وهنا نذكّر بأهمية معالجة الملفات الضرورية في قطاع الزراعة والصناعة لتأمين الاحتياجات الأساسية من المنتج المحلي.
ومع اقتراب نهاية العام التي لم تختلف عن سابقاتها من الأعوام الماضية، من حيث اشتراكها بالعديد من المظاهر الاحتفالية أو التجارية، نعيد الحديث الآن مع الكثير من العتب واللوم على الجهات الرقابية، وتحديداً حماية المستهلك والسياحة، اللتين تدخلان العام الجديد من بوابة عدم الحضور والتواجد، والدليل على ذلك عدم وجود ضوابط سعرية لفواتير المطاعم التي كانت وتحت غطاء كثيف من المبررات بعيدة كل البعد عن الأسعار المحددة من قبل الجهات المعنية والتي لم تكن متناسبة مع ما يقدم من حيث الأسعار والجودة.
وفي السياق ذاته، ما يمكن قوله هنا أن انتشار المطاعم بمختلف تصنيفاتها واشتراكها جميعاً بالتعدي على الأرصفة يشكل ظاهرة مقلقة في جميع المناطق، وخاصة في الأحياء الراقية من دمشق. وطبعاً القضية هنا لا تخص الاعتراض على الترخيص لهذه المطاعم التي تقدم الكثير من الخدمات وتؤمن فرص العمل للآلاف من الشباب بل بالضوابط والنواظم المتعلقة بتواجدها في المناطق السكنية، ومدى احترام أصحابها للآخرين والتزامهم بالتراخيص الممنوحة لهم، سواء من الوحدة الإدارية أو الجهات السياحية التي بدورها تغمض أعينها على التجاوزات المرتكبة بشكل فاضح.
وبالعودة لوقائع نهاية العام الاحتفالية، لابد من التأكيد على أنه رغم تكرار المنغصات وتشابه المشاهد الحياتية مع الأعوام السابقة إلا أن ذلك لا يمنع بقاء حضور بارقة الأمل في الحياة اليومية التي طالما أنهكت بالوعود وضاعت معالمها في زحمة القرارات التي لم تفرق مابين الأحلام والحقوق، مع أن هناك فرقا شاسعا بينهما. فهل سيكون هناك اختلاف حقيقي في التعاطي مع حياة الناس من قبل الوزارات المختلفة، أم نعيد ونكرر كما في كل عام “المكتوب واضح من عنوانه”؟..
وكل عام وأنتم بخير.