ثقافةصحيفة البعث

رنا رضوان: اهتمامي بفنيّات القصيدة لا بشخصية الشّاعر غيّر وجهتي

حلب- غالية خوجة

ستظلّ الكتابة تجذب المشاعر على مرّ الأزمان، لكنّها لن تمسك إلاّ بالمختلف الذي يقدّم الجديد، وهذا ما يجرّبه الجميع دائماً، باحثاً عن اللحظة التي لا تنفلت من الزّمان، لتعبر الأبجدية.

وضمن الموجة الجديدة في المشهد الثّقافي والفنّي الحلبي، نلاحظ كيف تُقدم الأجيال على اختلاف أعمارها على التّعبير أدبياً بين شعر وقصّة ورواية وخواطر، ومنهم الشّاعرة رنا رضوان مديرة فرع حلب لأكاديمية سوريانا للتّدريب، والعضو المرشح في اتّحاد الكتّاب العرب، والتي أخبرتنا عن إصرارها على متابعة العلم والكتابة بقولها: “عدتُ إلى مقاعد الدّراسة بعد انقطاع استمرّ ربع قرن وذلك بسبب ظروف خاصّة، وأكمل على مقاعد الجامعة تعليمي في كلية التربية ـ قسم المناهج”.

وتحدّثنا رضوان عن نشأتها فتقول: “ولدتُ ضمن عائلة تحبّ العلم والثّقافة، وكان خالي نجيب الباشا رحمه الله شاعراً نثرياً، ويلقي بطريقة الشّاعر عمر الفرا قصائد الشّعراء القدماء أمثال العبّاس بن الأحنف وأبو فراس الحمداني وابن زيدون وابن الفارض والحلاج”. وتابعت: “بعد وفاته، تعمّقت جدّاً في تعلّم الشّعر العمودي وبدأت دراسة العروض ذاتياً، وخضتُ تجربة المحاكاة والمعارضات، وحالياً، عندما أحفّز الطّلاب على كتابة الشّعر العمودي أحيلهم إلى الأغاني المناسبة لكلّ بحر، مثل “سكابا يا دموع العين سكابا” على بحر الوافر، ونشيد “يا سيد الثقلين” على البحر البسيط وأنشدها الكثيرون ومنهم منصور زعيتر”.

لكن، بمن تأثّرث رنا رضوان؟ وهل تفكر بالابتعاد عن العوالم الكلاسيكية؟ تجيب: “أعشق مدرسة العبّاس الشّعرية، لكن تغيّرت وجهتي بعدما اهتممتُ بفنيات القصيدة لا بشخصية الشّاعر، وبعدما اطلعت على أفكار الفلاسفة، ومنهم ابن خلدون وأرسطو وأفلاطون والجاحظ الذي لفتني بشدة أكثر من غيره”.

وتسترسلُ: “بلا شكّ، المحيط الاجتماعي يجعلني أستلهم كتابتي من أحداثه الواقعية، وأغلب كتاباتي عن الخيانات والعتاب والشّوق والغزل، وأفخر بأبياتي الشّعرية الدّينية، وأنا أسمعها من مآذن حلب مثل جامع الغزالي وميسلون والرّضوان، وحكايتها بدأت مع أحد المؤذّنين من أصدقائي على الـ”فيسبوك” بعدما طلب بعض أبياتي الشّعرية الدّينية فأرسلتها له، لأتفاجأ بتسجيل صوتي لتلك الأبيات وهي تنطلق من مآذن الجامع مع صلاة الفجر”.

وحول المشهد الثّقافي عموماً والحلبي خصوصاً، تحدّثنا رضوان وتقول: “لا بدّ من مواجهة العراقيل والصّعوبات التي سبّبت لي موتاً نفسياً لبعض الوقت، لكنّي تخطيتها بفروسية شاعرة لا تكترث إلاّ بما يهبه الخالق ويرضى عنه الضّمير”، مضيفةً: “أعدتُ بناء نفسي من جديد، ونفضتُ أجنحتي كالعنقاء مجدداً، ونهضت بكلّ حبّ وشفافية لأزرع وردةً كتابية في هذا الوسط الثّقافي، فأنا أكتب الخواطر، ولديّ محاولة أولى في كتابة الرّواية تتلخص حكايتها بقصّة حبّ بريطانية، كما أنّي طبعت مجموعتين شعريتين أوّلهما “صدى الاشتياق” في عام 2018، وثانيتهما “طيور النّار” في عام 2019، وستنبثق مجموعتي الثّالثة “في غياب القمر” قريباً، التي تكفّلت بطباعتها، مشكورة، القنصلية الإيرانية بحلب، وسيكون حفل التّوقيع بدار الكتب الوطنية في 25 كانون الأوّل الجاري، مع قراءة لكاتب المقدّمة الدّكتور محمد محسن عبد المحسن”.