مشكلات وهموم مركز تأهيل الأطراف الاصطناعية تنتظر حلولاً سريعة
دمشق- حياة عيسى
يعدّ مركز إعادة التأهيل وتدريب الأطراف الاصطناعية الجهة المرجعية لكافة شؤون الإعاقة في وزارة الصحة، ولاسيما أنه يقوم بتقديم خدمات طبية مجانية وبشكل مباشر، لذلك ارتأت وزارة الصحة، نظراً لموضوع الإصلاح الإداري ووجود شريحة كبيرة من الأشخاص ذوي الإعاقة، تحويل المركز إلى هيئة مستقلة مختصة بالطب الفيزيائي وإعادة التأهيل.
مديرة المركز الدكتورة رفيف ضحية بيّنت في حديث لـ”البعث” أن المركز يقوم بتقديم العديد من الخدمات، منها تأهيل إعاقة الأطفال الحركية والعلاج بالأمواج الصادمة، إضافة إلى تصنيع وإصلاح الأطراف الاصطناعية، مع الإشارة إلى وجود العيادة الاستشارية للطب الفيزيائي وإعادة التأهيل، علماً أن المركز يعتبر المكان المخصّص لفحص الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يطالبون بالحصول على بطاقات إعاقة.
وتابعت ضحية أنه تمّ إحداث المركز في عام ٢٠١٤ نظراً لظروف الحرب وازدياد أعداد المرضى الذين يحتاجون لأطراف اصطناعية وتأهيل فيزيائي، حيث تمّ تقديم نحو ٨٢٨ طرفاً صناعياً للكبار ما بين إصلاح وتصنيع الأطراف العلوية والسفلية حتى الآن، وكذلك نحو ١٣٨ طرفاً للأطفال، إضافة إلى تأهيل الأطفال الذين يعانون من الإعاقة الحركية من قبل فريق متخصّص، كما تمّ تقديم ١٣٣٧ جلسة تأهيل منذ بداية العام حتى الآن، بالتزامن مع تقديم خدمة المساعدات الحركية التي تأتي من قبل المنظمات الدولية ذات الصلة، حيث بلغ عدد تلك المساعدات نحو ٨٥٣ مساعدة حركية ما بين كرسي مدولب ووكورات وعكاكيز.
أما بالنسبة للمشكلات التي يعاني منها المركز، فقد أوضحت ضحية أن جلّ تلك المشكلات تتمثّل بتسرب الكادر المدرّب والمعنيّ بتقديم الخدمة، الأمر الذي دفع وزارة الصحة للتدخل من خلال استقدام جهاز (الكاتكام) الذي يقوم بالتصوير المحوسب لأخذ القياس عبر الكمبيوتر، ولكن مشكلة تسرّب الكادر المدرّب وصعوبة استقدام القوالب الخاصة بالجهاز، وكذلك مشكلة استقدام المواد اللازمة لصناعة الأطراف، وقفتا عائقاً أمام تقديم الخدمة كما يجب، وذلك على الرغم من الجهود التي تبذلها الوزارة بالتعاون مع المنظمات الدولية للتخفيف قدر الممكن من تلك المشكلات.
وأشارت ضحية إلى أنه نظراً للحاجة الكبيرة التي يتطلّبها اختصاص الطب الفيزيائي لزيادة عدد الخريجين للالتحاق بالعمل الميداني في المراكز الخاصة، ولاسيما مركز إعادة تصنيع وتأهيل الأطراف الاصطناعية، وذلك نتيجة النقص الشديد في الإقبال على الاختصاص في كلية الطب، لا بدّ من المضي بخطوات وخطط لتحفيز وتشجيع خريجي كليات الطب البشري على دخول اختصاص الطب الفيزيائي وإعادة التأهيل لدعمه وتفعيله لتقديم أفضل الخدمات لمحتاجيها، بالتزامن مع ضرورة التزام الدولة بالمعاهد ذات التخصّصات القليلة كفرع الأطراف الاصطناعية ودعمه.