رئيس لجنة الرقابة والتفتيش الحزبي: تنظيم الحياة الداخلية للحزب ضرورة لتعزيز دوره في بناء المجتمع والدولة
دمشق – بسام عمار
أكّد رئيس لجنة الرقابة والتفتيش الحزبي، الرفيق الدكتور غسان خلف، أن لقاء الأمين العام للحزب، الرفيق بشار الأسد، مع أعضاء اللجنة المركزية للحزب هو خريطة طريق لتطوير العمل الحزبي بمختلف مجالاته خلال الفترة القادمة، بما تضمّنه من أفكار ورؤى واستراتيجيات وتحليل دقيق لواقع الحزب وعلاقته بالمجتمع.
وأشار خلال لقاء مع “البعث” إلى أهمية الجانب التنظيمي في اللقاء لأنه لا يقل أهمية عن الجانب الفكري، لا بل هما متكاملان، لأن جسم الحزب بالأساس هو عبارة عن فكر وتنظيم، والهدف الأساسي للحزب هو تحقيق المبادئ الأساسية والعامة التي جاءت في دستوره ومنطلقاته الفكرية، فتنظيم الحياة الداخلية للحزب وتحديد العلاقات بين هيئاته وتوجيه نشاط كوادره أمر ضروري لرفع مستوى أدائه وتعزيز دوره في بناء المجتمع والدولة. وبالتالي، لا بد من محاكاة الواقع الحزبي المأمول من أجل مواجهة الظروف الاستثنائية التي تعيشها سورية والأمة العربية. ومن خلال التنظيم الصحيح والسوي، يمكن إعادة خلق مقوّمات الشخصية البعثية، لأنها ركن أساسي من أركان الحزب. والنتيجة تطوير الحزب وتعزيز مكامن القوة فيه وتخليصه من كل أشكال الترهّل السابقة وإعادة الألق إليه، وهذا ما أكده الرفيق الأمين العام.
وحول رؤيته لدور اللجنة العليا للإشراف على الانتخابات، وهل هناك تقاطع بينها وبين عمل اللجنة؟ أكّد الرفيق خلف أن دورها إيجابي ومهم، ولا سيّما أنها لجنة مستقلة تشرف على الانتخابات ودورها يقع على مسافة واحدة من الجميع، والأهم من ذلك كله أنها تهدف لحماية القواعد من التدخلات والقيادات من الاتهامات؛ والنتيجة المرجوّة هي نزاهة الانتخابات، وبالتالي نزاهة الحزب لأنه المتهم الأول. وبالتالي، من خلال عملها ونزاهتها تمنع الاتهامات المستقبلية بكل أشكالها، إلى حدّ ما، وهناك نقاط مشتركة بين لجنة الرقابة والتفتيش الحزبي وعمل اللجنة وهي سلامة سير الحياة الحزبية الداخلية والانضباط العام في الحزب، وبالتالي رصد الظواهر المرضية والتخلّص منها واقتراح الإجراءات السليمة من حيث إشراف اللجنة العليا للانتخابات وتطبيقها بشكل سليم، وبالتالي مراقبة مدى التزام الأعضاء بالأخلاق النضالية والسلوكية الحزبية ومدى ممارساتهم السليمة لمسؤولياتهم.
وفيما يتعلق بدور الشباب في المرحلة القادمة، أوضح الرفيق خلف أن الشباب هم العصب الأساسي لأيّ تطوير أو حركة للأمام، ولأن الشباب البعثي يجب أن يكون طليعة شباب الوطن في مختلف المجالات، فإن دورهم كبير خلال المرحلة القادمة، ونحن بحاجة إلى حماسهم كما نحن بحاجة إلى خبرة الكبار، أي أن الحزب بحاجة لحماس الشباب نحو التغيير المنضبط، وإلى خبرة الكبار، شريطة أن يكون الهدف النهائي هو المصلحة العامة وليس المصلحة الشخصية، لأن المصلحة العامة هي المعيار الأساسي من أجل التطوير والتخلّص من السلبيات التي شابت المجتمع، والارتقاء بحس الالتزام العالي وروح الانضباط لدى الشباب البعثي، لذلك كان قرار القيادة المركزية الأخير باختيار العنصر الشبابي ضمن الانتخابات والاستئناسات الحزبية.
وذكر الرفيق رئيس اللجنة أن التعليمات الجديدة الخاصة بالانتخابات القادمة هي خطوة للأمام،، لأن المجتمع يتغيّر وهذا التغيير يجب أن يقوده الحزب ويقود الانتخابات القادمة من خلال اللجنة العليا المستقلة، وبالتالي مواجهة السلبيات والعمل على تذليلها وتعزيز الإيجابيات والحدّ من المحسوبيات من خلال تلك التعليمات، والأهم من ذلك انعكاسها على السلوكية البعثية للرفيق من حيث تطابق الفكر والسلوك وبالتالي الممارسة والالتزام التنظيمي الذي هو ضرورة من ضرورات الحياة الداخلية للحزب.
وحول أهمية التوازن بين التعيين والانتخاب، ذكر الرفيق خلف أن الانتخابات خطوة مهمة، وستأتي بأفضل من التعيين، وهي خطوة إيجابية وإن كانت هناك بعض السلبيات الناتجة عنها، حيث هناك من يشكّك بالانتخابات. ومع ذلك لا نستطيع الهروب من هذه السلبيات، بل لابدّ من مواجهتها ومعالجتها بما ينعكس إيجاباً. وفي نهاية المطاف، أهميتها تتجلى بتحييد القيادة عن الاتهامات في عملية التعيين من حيث المحسوبيات والمال الانتخابي وتحميل القواعد والقيادات المتسلسلة مسؤولية اختيارهم من خلال عملية الاقتراع وهو ما يعدّ تحدّياً لهم، والمشاركة هي التي تؤكد شرعية الانتخابات.
وحول قدرة الحزب على نقل خلاصة تجربته الداخلية في هذه الانتخابات إلى الاستحقاقات الانتخابية القادمة، أكّد الرفيق رئيس اللجنة أنه، بالطبع، يستطيع ذلك من خلال النقاشات والنتائج المستخلصة من هذه التجربة، وتوسيع نطاق المناقشة ومعالجة التدخلات التي كانت سائدة في الاستحقاقات المختلفة.