الغلاء وضعف القدرة الشرائية سببان رئيسيان.. أعياد الميلاد تفتقد شجرة العيد
دمشق – رحاب رجب
مع حلول موسم أعياد الميلاد ورأس السنة، يعاني الكثير من المواطنين من العجز عن تغطية نفقات الاحتفال بهذه المناسبة، حيث أشار أغلب المواطنين الذين تم استطلاع آرائهم إلى صعوبة تأمين أغراض الاحتفال بالمناسبة، ابتداء من الشجرة وليس انتهاء بالمأكولات المعتادة. فمجرد التفكير بشراء شجرة عيد الميلاد يعني الاستغناء عن الكثير من مستلزمات الاحتفال، هذا إن كانت هناك قدرة على شرائها بعد أن تضخمت الأسعار بشكل جنوني.
ورغم قساوة الأوضاع المعيشية، إلا أن الكثير من الناس يفضلون عدم تفويت المناسبة دون مظاهر الاحتفال بوصفها المناسبة الوحيدة في السنة التي يتم انتظارها من عام إلى عام، ولو كان ذلك على حساب القدرة على شراء أدوات المعيشة الرئيسية.
جاك، من حي باب توما الدمشقي، قال إنه اعتاد على التجهيز لهذه المناسبة قبل حلولها بأشهر، غير أنه في هذا العام لم يوفر أي مبلغ يمكنه من الاحتفال.
بدوره، علاء، الموظف في شركة خاصة، أكد أنه قام بإلغاء الفكرة من أساسها، وسيكتفي فقط بالسهر مع أهله، ولكن دون إبراز مظاهر الاحتفال.
وتمحورت معظم الآراء حول صعوبة تأمين الحد الأدنى من وسائل العيش لضعف القدرة الشرائية، فكيف بتأمين أدوات الاحتفال بالمناسبة، في وقت يعاني أغلب الناس من صعوبة كبيرة في الحصول على احتياجاتهم الأساسية.
من جهته، أكد أمين سر جمعية حماية المستهلك والخبير، الاقتصادي عبد الرزاق حبزة، في تصريح لـ “البعث”، أن البهجة بعيد الميلاد اختفت هذا العام، بعد أن أصبح كل شي خارج القدرة الشرائية للمواطن، وصار المواطن العادي خارج حسابات العيد، والتفكير ينحصر فقط في تأمين وجبتي الفطور والغذاء، حيث ارتفعت أسعار الألبان والأجبان، وبالتالي أكلات اللبن التي تطبخ بمناسبة الأعياد لم تعد موجودة، ومنع استيراد المكسرات أجبر العديد من العائلات على استهلاك أصناف رديئة، وبالتالي إذا قررت الأسرة أن تسهر ليلة رأس السنة فستعيش باقي أيام الشهر على الخبز فقط، فلم تعد هناك إمكانية للزيت او الزيتون.
وأضاف: إن الأسعار سبقت الأعياد وارتفعت نحو ٢٠ بالمئة خلال الأيام الماضية، وخصوصا اللحوم الحمراء والبيضاء.
وأشار حبزة إلى أن العطلة الطويلة أثرت في أصحاب الأعمال الحرة، وتوقفت أعمالهم والحركة في الأسواق شبه معدومة، فالبضائع موجودة ولكن الناس تتفرج فقط على السلع.
ولفت حبزة إلى ارتفاع تكاليف زينة عيد الميلاد، فالأسعار حدث ولا حرج، مع تجاوز سعر شجرة عيد الميلاد ٣ ملايين، وقد تصل إلى 5 ملايين، والطلب على اللحوم لم يتغير حتى اليوم على الرغم من اقتراب موسم الأعياد ولا زيادة على أعداد الذبائح، حيث ذبح في مسلخ دمشق ٦٤٠ رأس غنم و٣٥ رأس عجل، ولم يقتصر الأمر على اللحوم، إذ وصلت تكلفة طبق التبولة او الفتوش للعائلة٥٠ ألف ليرة، وكيلوغرام الحمص الناعم ٢٥ ألفا، والمتبل ٣٠ ألف ليرة، وأسعار الخضروات والفواكه ارتفعت إلى مستويات خيالية هذا العام بشكل كبير مقارنة مع السنوات الماضية، فسعر كيلوغرام التفاح يتراوح بين ١٠ و١٥ ألفأ.
فالأمر إذن متعلق بضعف القدرة الشرائية والغلاء الفاحش في الأسعار، وبالتالي بات من الصعب على أغلبية المواطنين الاحتفال بالمناسبة لضيق ذات اليد.