الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

بحضور رئيس مجلس الوزراء… احتفال مركزي بعيد الشجرة بريف القرداحة

اللاذقية – مروان حويجة   

بحضور رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس أقامت وزارة الزراعة ومحافظة اللاذقية احتفالاً مركزياً بعيد الشجرة الثاني والسبعين في موقع بيت زنتوت الحراجي في منطقة القرداحة تحت عنـوان “غاباتنا أمانة .. فلنحافظ عليها”، وتزامن الاحتفال مع إطلاق حملات التشــجير الوطنية بمشاركة واسعة من الفعاليات الحزبية والشعبية والرسمية والجمعيات الأهلية والمجتمع المحلي.
وألقى رئيس مجلس الوزراء كلمة خلال الاحتفال أعلن فيها أن الحكومة وبتوجيه من السيد الرئيس بشار الأسد قررت تمويل إنتاج وتوزيع 250 ألف غرسة مجانية من خارج خطة وزارة الزراعة لعام 2024، داعياً في الوقت نفسه الشركاء الوطنيين إلى اتخاذ المبادرات الممكنة للتوسع في تربية الأشجار للحفاظ على بيئة سليمة ومعافاة للأجيال القادمة، وبما يسهم بشكل فاعلٍ في تحقيق أهداف ومؤشرات التنمية المستدامة والمتوازنة.
وأشار إلى مضامين وأبعاد عيد الشجرة والمكانة السامية لها في المجالات البيئية والطبيعية والاقتصادية والاجتماعية، والمسؤولية المجتمعية للعناية بالشجرة والتشجير، فضلاً عمّا تمثله من ثقافة وطنية وليست مجرد وظيفة تقليدية.

وأكد المهندس عرنوس أن الاحتفال بعيد الشجرة يأتي من حرصنا في سورية على المشاركة في الجهود العالمية والدولية الهادفة إلى حمايتها والاعتناء بها، والسعي لتوسيع انتشارها لما تحمله من قيم بيئية واقتصادية واجتماعية وجمالية للحضارة الإنسانية بمجملها.
وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى أنّ هذا الاحتفال يأتي في غمرة أعياد الميلاد المجيدة ورأس السنة الميلادية وعيد الشجرة المباركة، موضحاً أننا نحتفل في الخميس الأخير من كل عام بعيد الشجرة تأكيداً على حرص بلدنا وحكومتنا على المشاركة في الجهود العالمية والدولية الهادفة إلى حماية الشجرة والاعتناء بها.

وأضاف: لطالما كان بلدنا سبّاقا في دعم الجهود والمبادرات الدولية الرامية لتعزيز وخدمة الإنسانية وتحقيق مؤشرات التنمية المستدامة ورغم الظروف القاسية والصعبة التي تمرّ والتي مرّت بها بلدنا فإننا عازمون على المضي قدماً بزرع الحياة بدل الموت، والتشجير بدل الحرائق والقطع.

وقال المهندس عرنوس: كانت الشجرة حاضرة في فكر واهتمام قائد الوطن الرئيس الأسد، حيث قام سيادته بعدة جولات ميدانية في الغابات والحقول والأشجار المتضررة التي تعرضت للاعتداءات الإرهابية وعاين ألمها، حتى تنهض من جديد.

وأضاف : كلنا ثقة أننا نتشارك جميعاً في هذا الاهتمام ،ونحرص على الاضطلاع بهذه المسؤولية.

بدوره وزير الزراعة المهندس محمد حسان قطنا أوضح أن هذه الاحتفال تكريس لأهمية الشجرة في الحياه وسعياً لإحداث تغيير في علاقتنا مع الطبيعه التي تعتبر الضامن الحقيقي لحياة أفضل على الكوكب الذي نعيش عليه.

وأشار إلى أنّ الحكومة بذلت جهوداً كبيرة للمحافظة على الغابات ووضعت الكثير من المشاريع الاستثمارية للتوسع بها وإعادة تاهيل المتضرر منها، مبيناً أنه تم سن قانون الحراج للحفاظ على الغابة كمكوّن بيولوجي متكامل ولتنظيم إدارة المناطق الحراجية وتنفيذ المشاريع التي تحقق زيادة مساحاتها.

ولفت إلى المشاركة في حملات التشجير الوطنية التي أطلقتها وزارة الزراعة كونها تجسيد وتعبير عن إصرار الدولة على ضروره إعادة تحريج المواقع الحراجيه الجديدة المحروقة والمتدهورة، حيث
وضعت الوزارة الرؤيو الوطنية للحراج التي تتضمن حمايتها، وإنتاج أربع ملايين غرسة واستصلاح الاراضي الحراجية وتعزيل خطوط النار والطرق الحراجية لمسافة لا تقل عن 3500 كيلو متر سنوياً .
وأكد محافظ اللاذقية المهندس عامر إسماعيل هلال أن اختيار محافظة اللاذقية لإقامةِ الاحتفالِ المركزي بعيد الشجرة هو في الحقيقةِ تكريمٌ لجهودٍ عديدةٍ في هذه المحافظة تبدأ من الفلاحِ الذي يعتبرُ الشجرة فرداً من عائلته، وخاصةً أن الشجرةَ قد تربُطُهُ عاطفياً بوالِدِه وربما بأجداده ومن هنا كنا نشاهدُ الفلاحينَ يسارعون لإخمادِ الحرائقِ في أراضيهم والأراضي المجاورة لهم _ ليسَ من أجلِ منع الخسارةِ الماديةِ فقط، بل لعلاقةٍ وجدانيةٍ وروحيةٍ مع هذه الأشجار.

وختم هلال بالقول : في هذه المناسبةِ نتقدمُ بالتقديرِ والشكرِ لجميعِ الجهودِ التي ساهمت بإخماد الحرائقِ التي أصابت المحافظة في العامين 2020 و 2023 ، وهي الجهاتُ ذاتُها التي تساهمُ اليومَ في إعادةِ اللونِ الأخضرِ إلى أراضينا وغاباتنا .
من جانبه الدكتور علي ثابت مدير عام الحراج في وزارة الزراعة قال: نحتفل بعيد الشجره تكريساً لاهتمامنا بأحد أهم مكونات كوكبنا، حيث يشكّل الحراج أهميه كبيرة في الرؤية المستقبلية للقطاع الزراعي في سورية لما تتمتع به من مقوّمات أساسية في استمرار ونموّ المجتمعات المحلية الريفية، ولا سيما في ظلّ ما نشهده من تغييرات مناخية على المستوى العالمي أو المحلي وقد كان السعي دائماً نحو تنظيم آليات وخطط إدارة الحراج.

ولفت إلى أن الدعوة اليوم للمشاركه في زراعة الغراس الحراجية والعناية بها ورعايتها وحمايتها تأتي لدورها الكبير في تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على بيئة سليمة لنا ولأجيالنا القادمة وأن هذه المشاركه الهامة ينبغي ألّا تقتصر على يوم الاحتفال بهذه المناسبة، بل يجب أن تستمر وتمتد على طول موسم التحريج من خلال المشاركة التي أطلقتها وتطلقها بشكل دائم وزارة الزراعة، حيث تمّ توزيع أكثر تم توزيع أكثر من مليوني غرسة حراجية خلال حملة التوزيع المجانية لخمسة غرسات حراجيه مجاناً، وقد زرعت وغرست كوادر حراج المحافظات أكثر من مليونين وربع المليون غرسة بمساحه قدرها 5285 هكتار من المساحات الحراجيه المحروقة خلال السنوات الماضية تعويضاّ وترميماً لما فقدناه من مساحات محروقة .
وألقى الدكتور يوسف شاهين عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الوطني لطلبة سورية كلمة أشار فيها إلى المشاركة الفاعلة لطلبة سورية في حملات التشجير انطلاقا من واجب مشاركة الجميع في إعادة إحياء وحماية وتنمية الغطاء الحراجي وفق جهد تشاركي بالتعاون مع وزارة الزراعة، تأكيدا على غرس قيمة وأهمية الشجرة ومكانتها وتعزيز ثقافة الحفاظ عليها ،وتعميق مساهمة الطلبة في هذا العمل الوطني .
مدير زراعة اللاذقية المهندس باسم دوبا أوضح أن الخطة التحريجية انطلقت في المحافظة على مساحة ٩٠٠ هكتار لإعادة تشجير مواقع عديدة كما يتم توزيع الغراس من مشاتل المديرية.

ولفت إلى أن موقع التشجير في بيت زنتوت مساحته ١٥ هكتار تم توزيعه على مقاسم لعدة فعاليات وجهات ومنظمات شعبية، بحيث تكون كل جهة مسؤولة عن زراعة ورعاية وسقاية الغراس ومتابعتها بعدد إجمالي للغراس ١٠ آلاف غرسة.
وقدمت فرقة المسرح الزراعي عملاً فنيّاً مسرحيا وغنائياً عن عيد الشجرة وسبل حماية الغابة من التعديات والمخاطر والحرائق وتعزيز السلوك الإيجابي في حماية الغطاء الحراجي.
وقام رئيس مجلس الوزراء يصحبه الحضور بزراعة الغراس، كما اطلع على معرض المنتجات الريفية والطبيعية الذي تشارك فيه عدة جهات وفعاليات زراعية وإنتاجية.