سنة جديدة لثلاثية الوعي
غالية خوجة
ميلاد مجيد وعام سعيد على وطننا والعالم العربي والإنساني، ميلاد يشرق فيه الحق، فتصبح القلوب الرائية شموساً نابضة بأضواء القضايا العادلة، وأولها أن العالم وعى وأدرك ما أراده الظلاميون لسوريتنا الحبيبة، وقبلها العراق، ومصر، وتونس، وليبيا، واليمن، والوطن العربي، وقلبه الفلسطيني الذي ما زال الشهداء والأطفال والنساء والشبان والصبايا والأبرياء يزرعون حياتهم في ترابه لتنبت الشمس من جذور الحرية العريقة لفلسطين وحقها في التخلّص من الاحتلال الصهيوني وداعميه الظلاميين.
بدأ طوْفان الأقصى طوَفاناته الأرجوانية من أجل الاستقلال الذي هو حق شرعي لكل شغب بأرضه، وهذا من القوانين والأعراف الدولية البديهية التي أصبحت شعوب الأرض تعي كيف كانت فلسطين دولة عربية حضارية قبل آلاف السنين من وجود هذا الكيان السرطاني الصهيوني، وقبل اكتشاف أمريكا التي أبادت الهنود الحمر واحتلت وطنهم، وقبل وجود غيرهما من مصّاصي الدم العربي والثروات العربية والأرض العربية.
ولكن، وإن تأخرت شعوب العالم كثيراً لتتعرف إلى وحشية الكيان المحتل، لكنها وصلت إلى هذا الوعي المصدوم بالحقيقة، حقيقة فلسطين المحتلة، وحقيقة المحتل، فلم تعد تقبل بالخداع المنسوج بدقة ظلامية، لأن العالم صار يرى من خلال الوسائل المختلفة كيف هدم الصهاينة المستشفيات على المرضى، والمدارس على الأطفال والأهالي، والبيوت على ساكنيها، وأصبحت غزة مقبرة جماعية كبيرة للأبرياء، كما لم تسلم من هذه الهمجية البربرية الجهات الدولية ومنها الأونروا، والهلال الأحمر، والصليب الأحمر، وغيرها من الهيئات التابعة للأمم المتحدة، ولا وسائل الإعلام، ولا الرضّع والشجر، ولا الحيوانات والحجر!
لم يعد العالم متباعداً، بل تقارب أكثر مع الوسائل التكنولوجية الحديثة ليصبح قرية صغيرة شفافة، ولم تعد شعوب الغرب تصدّق حاكميها وهم يغطون عيونها بغربال ليحجبوا عنها الشمس.
إلاّ أن أغلب شعوب العالم رفعت الغشاوة عن ضمائرها وعيونها معاً، وبدأت ترى ما يجري لها، وأصبحت ترى بمنظور أقرب إلى الحقيقة، وضمن هذا المدار الجديد لشعوب العالم، ومع بداية عام جديد نتمناه خيراً ومحبة وسلاماً للجميع، نبصر ويبصر العالم كيف أبصرت القيادة السورية الحكيمة المنهجية المضيئة لقضايانا العربية، والقضايا العالمية، والقضايا الإنسانية، ولخصها السيد الرئيس الدكتور بشار حافظ الأسد بثلاثية الوعي: “المقاومة”، و”القضية”، و”الوطن”.