تسرب الكوادر التدريسية مشكلة لا تزال قائمة.. وقرارات لسد الثغرات
دمشق – رحاب رجب
لا شكّ أن واقع العملية التربوية تأثر كثيراً بالواقع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه قطاعات الدولة كافة، نتيجة العقوبات الأحادية الغربية المفروضة عليها، الأمر الذي عمّق الآثار الكارثية للحرب الإرهابية التي تعرّضت لها سورية على مدى عقد كامل من الزمن. فبعد التدمير الممنهج الذي تعرّضت له المرافق التعليمية جاءت العقوبات الغربية لتمنع بناء وترميم الكثير من المدارس التي خرجت من الخدمة، وخاصة محافظة ريف دمشق التي كان لها القسط الأوفر من عمليات التدمير بفعل سيطرة الإرهابيين على الكثير من بلداتها وقراها.
وعلى الرغم من ذلك كله، استطاعت وزارة التربية ترميم وإعادة بناء الكثير من المدارس ووضعها في الخدمة مجدداً، في الوقت الذي ظهرت فيه مشكلات أخرى تمثلت في النقص الشديد بالكادر التعليمي نتيجة الهجرة أو صعوبة العودة إلى أماكن العمل بفعل الواقع الجديد الذي فرضته الأزمة، فضلاً عن البحث عن أماكن أفضل للعمل مدرّة للدخل، ولكن هذه الصعوبات تمّت السيطرة عليها ولو بالحدّ الأدنى.
مدير تربية محافظة ريف دمشق ماهر فرج، أكد أن امتحانات الفصل الدراسي الأول لمرحلتي التعليم الأساسي والثانوي للعام الدراسي ٢٠٢٣ – ٢٠٢٤ بدأت وسط توفير المناخ المناسب للطلاب لأداء امتحاناتهم بشكل مريح. وأشار فرج إلى أن التجربة الجديدة لطلاب الشهادة الثانوية بأتمتة المواد لاقت قبولاً واسعاً لدى الطلاب، حيث اعتمد العديد من الثانويات في ريف دمشق منهج الأتمتة وصياغة الأسئلة وفق هذا النظام لعدد من المواد، مبيناً أن تطوير نظام الامتحانات له عدة ميزات، سواء على صعيد ضبط الامتحانات أم على مدى الفهم وصقل القدرات والاستيعاب لدى الطلاب.
وفيما يتعلّق بواقع توزيع مخصّصات المدارس من مادة المازوت، أوضح فرج أنه تمّ الانتهاء من توزيع كميات المازوت المخصّصة للتدفئة في مدارس المحافظة البالغة مليوناً و٢٨٠ ألف ليتر.
وعن واقع المدارس، بيّن فرج أن المديرية خطت خطوات واسعة ومهمّة في ترميم عدد كبير من المدارس ووضعها في الخدمة، لافتاً إلى أنه تمّ ترميم أكثر من ٤٢٥ مدرسة وتأمين مستلزماتها الأساسية وفق الإمكانات المتاحة، وذلك بالتعاون مع شركائنا في المجتمع المحلي.
وأضاف فرج: إن القرارات الوزارية الأخيرة كان لها صدى إيجابي لجهة سدّ الثغرات من خلال الكوادر الإدارية، مشيراً إلى أن الواقع التربوي سيشهد نقلة نوعية في إطار تطوير الواقع التربوي في سورية، وهو يحتاج إلى تضافر جهود الجميع وتكاتفهم.
غير أن هناك العديد من المشكلات التي لا تزال مستعصية على الحلّ في نظرنا، وأهم هذه المشكلات تسرّب العديد من الكوادر التدريسية من المدارس، فضلاً عن تغيب العديد من المدرّسين واستنكافهم عن العمل بتواطؤ أحياناً من الإدارات، مفضّلين استدراج الطلاب للحصول على دروس خصوصية، بدلاً من تقديم هذا الأداء داخل الحصة الدرسية الرسمية، وهي مشكلات تنتشر كثيراً في مدارس الريف.