الأمم المتحدة تجدّد دعوتها لدرء خطر المجاعة
تقرير إخباري
بعد تجاوز العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المئة يوم، قال رؤساء برنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية يوم الاثنين الماضي: إنه مع تزايد خطر المجاعة والمرض في القطاع، وتعرّض مزيد من السكان لتفشّي الأمراض الفتاكة، أصبحت الحاجة ماسة إلى تغيير جذري في تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
وفي هذا الصدد، دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، ومنظمة الصحة العالمية إلى “فتح طرق دخول جديدة، والسماح لمزيد من الشاحنات بالمرور عبر نقاط التفتيش الحدودية كل يوم، وتخفيف القيود على حركة الأطفال، والعاملين في المجال الإنساني، بالإضافة إلى توفير ضمانات السلامة للأشخاص الذين يصلون إلى المساعدات ويقومون بتوزيعها”.
من جهته، أشار المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إلى أن “سكان غزة يعانون من نقص الغذاء والماء والأدوية والرعاية الصحية الكافية، وأن المجاعة ستجعل الوضع الرهيب بالفعل كارثياً لأن المرضى هم أكثر عرضة للموت جوعاً، كما أن الأشخاص الذين يعانون من الجوع أكثر عرضة للإصابة بالأمراض”.
وتتوقّع “يونيسيف” بدورها، أن يتحمّل آلاف الأطفال الصغار في غزة ارتفاعاً كبيراً في “أشكال سوء التغذية الأكثر تهديداً للحياة” في الأسابيع القليلة المقبلة دون زيادة كبيرة في إمكانية الوصول إلى الغذاء.
وحسب المديرة التنفيذية كاثرين راسل، فإن “الأطفال المعرّضين لخطر الموت بسبب سوء التغذية والأمراض يحتاجون بشدة إلى العلاج الطبي والمياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي”.
وأكدت أن “بعض المواد الضرورية لإصلاح وزيادة إمدادات المياه لا تزال ممنوعة من الدخول إلى غزة، فحياة الأطفال وأسرهم على المحك، وكل دقيقة لها أهميتها”، كما شدّد قادة الأمم المتحدة على أن العمل الإنساني مقيّد بشكل خطير بسبب إغلاق جميع المعابر، باستثناء معبرين حدوديين جنوبيين، وذلك فقط بعد “عملية تدقيق متعدّدة المراحل للشاحنات القادمة إلى غزة”، مضيفين: بمجرد دخول القطاع، تتعرّض الجهود الرامية إلى إنشاء نقاط توزيع للمساعدات للعرقلة بسبب القصف.
كذلك حذّرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين، من أن “الناس في غزة يواجهون خطر الموت جوعاً على بعد أميال قليلة من الشاحنات المملوءة بالأغذية”، مؤكدة أن كل ساعة ضائعة تعرّض حياة عدد لا يحصى من الناس للخطر، ومضيفة: يمكننا أن نُبعد خطر المجاعة إذا تمكّنا من توفير الإمدادات الكافية وضمان إمكانية الوصول الآمن إلى جميع المحتاجين، أينما كانوا.
إلى ذلك، أشار أحدث تقرير للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) إلى مستويات مدمّرة من انعدام الأمن الغذائي في غزة، وأكّد التقرير أن جميع سكان غزة -حوالي 2.2 مليون شخص- يعانون أزمة أو مستوياتٍ أسوأ من الانعدام الحاد للأمن الغذائي، حيث يقضي جميع سكان القطاع تقريباً أياماً كاملة دون تناول الطعام، وأن العديد من البالغين يعانون الجوع حتى يتمكّن الأطفال من تناول الطعام، وحذر التقرير من حدوث مجاعة، إذا استمرّت الظروف الحالية.
جدير بالذكر أنه منذ بداية العدوان “الإسرائيلي” على غزة قتلت القوات الإسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة أكثر من 24 ألف فلسطيني في غزة، وشرّدت قرابة 90٪ من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، كما دمّرت البنية التحتية المدنية، الأمر الذي وصفه العديد من زعماء وخبراء العالم بالإبادة الجماعية، الأمر الذي دعا جمهورية جنوب إفريقيا إلى تقديم شكوى بهذا الشأن.
سمر سامي السمارة