منتخبنا الوطني يدخل في خانة المقارنات.. وفوز العراق وتعادل الأردن “صدفة”!
المحرر الرياضي
فتح فوز المنتخب العراقي على منتخب اليابان وتعادل منتخب الأردن مع كوريا الجنوبية في الجولة الثانية لدور المجموعات لكأس آسيا المقامة حالياً في قطر، باب المقارنات مع أداء ونتيجتي منتخبنا الوطني مع أوزبكستان وأستراليا، حيث تعالت أصوات العديد من المحللين منتقدة طريقة اللعب التي ينتهجها الكادر الفني للمنتخب والتي اتسمت بالحذر.
الأكيد أن الجانب العاطفي والرغبة في مشاهدة منتخبنا في أفضل صورة كانت وراء أغلب الكلام السلبي الذي طال اللاعبين والمدرّب، لكن المشكلة أن البعض نسي أو تناسى أن منتخبنا بالأساس قادم إلى البطولة بهدف تجاوز دور المجموعات للمرة الأولى في تاريخه، ومقارعة المنتخبات الكبرى لم تكن ضمن قائمة الأهداف بل كان الحديث عن الذهاب إلى أبعد نقطة ممكنة في البطولة.
أسوأ ما في المقارنات التي عُقدت أن البعض اعتبر ما حقّقه منتخب العراق جاء نتيجة تخطيط أو استراتيجية، وأنه وليد سنوات من العمل، والحقيقة أن الكرة العراقية تخطو بثبات في اتجاه تطوير مسابقاتها ومنتخبها وملاعبها، لكن المنطقي أن الفوز على اليابان لن يتحقق بهذه السرعة الخارقة، بل ظروف المباراة ورغبة اللاعبين وخطة المدرّب هي التي حققت ذلك، كما أن تعادل الأردن مع كوريا يصنّف في خانة الطفرات، فمنتخب الأردن خسر قبل البطولة أمام اليابان ودياً بسداسية!.
نحن هنا لسنا بوارد الدفاع عن لاعبي منتخبنا أو الجهاز الفني أو اتحاد اللعبة، فالأداء حتى اللحظة لم يكن متوازناً وغلب عليه الجانب الدفاعي، والسعي كان لتفادي الخسارة، لكن الحكم مازال مبكراً على نجاح أو فشل المنتخب ومدرّبه، فالعبرة هي في مباراة الهند التي سيكون الفوز فيها بأي نتيجة كافياً لتجاوز الدور الأول في إنجاز يمكن اعتباره تاريخياً، أما في حال عدم الفوز على الهند وتوديع البطولة مبكراً فسيكون الانتقاد مبرراً ومفهوماً، وسيكون حينها اتحاد اللعبة مطالباً بالرحيل لأنه فشل في تحقيق نتيجة أفضل من أسلافه.
مشكلة رياضتنا أو الشارع الرياضي أن الطموحات دائماً ما تكون أكبر من واقعنا، فعلى سبيل المثال منتخبنا لم يلتئم شمله إلا قبل أيام قليلة من البطولة القارية، وتحضيره كانت مقتضباً ولا يقارن بأي منتخب آخر، ومن يتحمّل ذلك هم القائمون على اللعبة من اتحاد ومكتب تنفيذي، فكيف يمكن الحديث عن فوز على منتخب أستراليا مثلاً، وهو الذي يشكل رقماً صعباً على الساحة العالمية، أو التنافس على لقب آسيا بوجود منتخبات لديها خطط تطبقها فعلياً منذ عشرات السنين؟!.
الانتظار لأيام قليلة لمعرفة ما سيصل إليه المنتخب ودعمه حتى اللحظة الأخيرة هو التصرف السليم، فالانتقاد هو الأمر الأسهل، بينما الواقعية هي الأصعب في زمن نقاشات وسائل التواصل الاجتماعي والمحلّلين الطارئين وعديمي الخبرة والدراية.