مواجهة حاسمة منتظرة
تقرير إخباري
فاز الرئيس السابق دونالد ترامب بالانتخابات التمهيدية في ولاية نيو هامبشاير، ما عزّز موقفه من ترشيح الحزب الجمهوري له، الأمر الذي ينذر باحتمال إعادة المنافسة مع الرئيس بايدن في الانتخابات العامة.
ستكون المواجهة المحتملة غير عادية إلى حدّ كبير، ومن المرجّح أن تؤدّي إلى تمزيق الحياة السياسية الأمريكية التي أصبحت على مدى السنوات العديدة الماضية شديدة الانقسام والاستقطاب إلى حدّ كبير، مع تحوّل المنافسة السياسية بين الجمهوريين والديمقراطيين إلى هجمات شخصية.
ويبدو أن هناك نقصاً في المرشحين المؤهلين تأهيلاً عالياً في كل من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، الأمر الذي يشير إلى وجود خلل محتمل في النظام السياسي الأمريكي.
علاوة على ذلك، فإن قادة كلا الحزبين غير قادرين على الاتحاد والتعاون بشكل فعّال، حيث يتوق كل سياسي إلى التحوّل إلى شعبوي، متجاهلاً الحقائق داخل الولايات المتحدة والتحديات على الساحة الدولية. فبدلاً من السعي إلى الحصول على الأصوات استناداً إلى ما يهمّ حقاً، هناك اتجاه نحو مواقف مستقطبة ومتطرفة.
لقد تحوّلت الولايات المتحدة، وفقاً لما نشرته مجلة” الإيكونوميست”، إلى “الولايات الأمريكية المنقسمة”، وهذا لا يبشر بالخير، حيث من المرجّح أن يزداد الانقسام السياسي داخل البلاد في السنوات المقبلة. وبالتالي، لن يكون هناك أي أمل في حلول سياسية حكيمة وبعيدة النظر للتحديات العديدة التي تواجهها حالياً، في ظل مشهد عالمي يتسم بالحروب والصراعات المتصاعدة.
وعلى الرغم من ادّعائها الزعامة العالمية، فإن الولايات المتحدة لا تمارس دوراً قيادياً، بل إنها تصبّ المزيد من الزيت على النار بدلاً من استخدام مواردها وحكمتها لحل أي من القضايا الملحة سواء في الداخل أم الخارج. ومن المتوقع أن يؤدّي فوز ترامب إلى قدر كبير من عدم اليقين بالنسبة لحلفاء الولايات المتحدة، فهنالك داخل المعسكر الغربي شعور متزايد بالانزعاج بشأن احتمال فوز ترامب بولاية ثانية، حيث علّق رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو قائلاً: إن فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية يمثل قدراً معيناً من عدم القدرة على التنبّؤ. وتشعر اليابان بشكل خاص بالقلق من أن إعادة انتخاب ترامب يمكن أن تؤدّي إلى توتر في العلاقات بين البلدين، ما دفع طوكيو إلى اتخاذ “خطوة استباقية” للتخفيف من التحديات المحتملة. وفي كوريا الجنوبية، يشعر الكثيرون بالقلق بشأن انسحاب القوات الأمريكية من البلاد في حال إعادة انتخاب ترامب.
وأعربت أوكرانيا، عن مخاوفها بشأن احتمال إعادة انتخاب ترامب، وأكد الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أن خطاب ترامب بشأن إنهاء الحرب في غضون 24 ساعة خطير للغاية، إلا أنه أبدى أيضاً اهتماماً بصيغة ترامب لإنهاء الحرب.
ومن المنظور الصيني، الانتخابات الأمريكية مسألة داخلية بحتة، والنهج الأمثل الذي تسلكه الصين يتلخّص في انتظار النتيجة الدقيقة للانتخابات الرئاسية. والأهم من ذلك تحتاج الصين إلى الوقوف بحزم فيما يتصل بالمسائل المبدئية، ويتعيّن على البلدين أن ينسجما معاً من خلال احترام كل منهما للآخر، كما يتعيّن على الجانبين إنشاء حواجز حماية جديدة، لمنع الأحداث غير المتوقعة، مثل تلك المرتبطة بالتكنولوجيا، وتايوان، وبحر الصين الجنوبي.
عناية ناصر