على فكرة
وائل علي
على فكرة.. لا أعتقد أن كتاب زوايا الرأي والأعمدة الصحافية اليومية أو الأسبوعية في صفحات المحليات والاقتصاد التي تزخر بها الإصدارات والمواقع الالكترونية، ولا حتى ناشري البوستات على الصفحات الشخصية، يجدون صعوبة في انتقاء واختيار العناوين والموضوعات التي يرغبون طرحها وإثارتها ومناقشتها أمام الرأي العام. بل على العكس تماما، فغالبا ما تراهم يحارون في اختيار المواد التي سيتناولونها ويدفعون بها للنشر لكثرة وتزاحم الموضوعات الضاغطة التي تفرزها الأحداث الساخنة التي تتتالى بفضل ايقاع الأداء الملتبس المترهل في كثير من مفاصل وتفاصيل حياتنا اليومية وخدماتها المتعثرة التي تجعلنا نغرق في شبر ماء ونتعثر بها عند أبسط وأول مطب…!
نعم.. هذه هي الحقيقة، فبدل العنوان عناوين، وبدل الموضوع هناك ألف موضوع، وهكذا دواليك..
لكن المشكلة باتت في الصدر الذي لم يعد رحبا حتى ضاق ذرعا، ولم يعد يبالي على ما يبدو ، وفي الأذن التي اعتادت “التطنيش”، ولم تعد تسمع، وكأن صمما أصابها على قاعدة “قولوا ما تريدون ونحن نفعل مانريد…!”.
لقد مللنا تكرار الطروحات، لكننا لم ولن نيأس، ولا يزال الأمل يحكمنا طالما أن هناك مخلصين يعملون ويتابعون. وعلى هذا الأساس، من غير المقبول أبدا أن نعيش مأساة كهربائية قاسية لم نشهدها في أصعب الأوقات والظروف، وأشدها ضراوة وقسوة، ونقصا نفطيا، وتأخرا في رسائل الغاز في عز الكانونين، وغلاء رهيبا لايرحم لم يترك سلعة ولا خدمة إلا وطالتها لوثة الغلاء مرارا وتكرارا، يقابله ضعف القدرة الشرائية للعملة، ومحدودية أجور الوظيفة العامة.. “إلى آخر المعزوفة”.
إننا نعتقد أنه بالإمكان تقليص وتحجيم الكثير من مشكلاتتا ومعاناتنا بقليل من الإدارة المحنكة والاعتماد على الذات والانتاج والمرونة، وهو ما نعول عليه ونتتظره، وبغير ذلك فإن طريق الخلاص لا يزال بعيدا وطويلا وشاقا. وعلى الصابرين التمسك بالمزيد من حبال الصبر حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا..