واشنطن أضحوكة دولية
تقرير إخباري
غضّت الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، الطرف عن قضايا خطيرة متعلقة بالعمل القسري والعنصرية. ومن خلال التمسّك بعقلية الحرب الباردة والتفكير الصفري و”المعايير المزدوجة” المنافقة، فإنها تتحدّى العدالة بهيمنتها لتعزيز مصالحها الأنانية تحت ستار “الديمقراطية” و”الحرية” و”حقوق الإنسان”، كما أنها تلفّق أكاذيب “الإبادة الجماعية” و”العمل القسري” في الصين، في محاولة لاحتوائها وإعاقة نهضتها السلمية، وهذا ينتهك بشكل خطير القانون الدولي والمبادئ الأساسية للعلاقات الدولية ويتدخل في الشؤون الداخلية للصين.
تاريخياً، ارتكبت الولايات المتحدة مذابح وحشية، وهجّرت قسراً. واليوم، تواجه البلاد انتهاكاتٍ واسعة النطاق لحقوق الإنسان مثل العنف المسلّح، ووحشية الشرطة، والتعذيب في السجون الخاصة، والصراعات العنصرية، والتمييز بين الجنسين.
وتعدّ الولايات المتحدة أكبر صانع للحروب في العالم، فوفقاً لمجلة “سميثسونيان” الأمريكية، قامت الولايات المتحدة منذ عام 2001 بعمليات عسكرية في حوالي 80 دولة باسم “الحرب على الإرهاب”، امتدّت إلى أكثر من 40 بالمائة من دول العالم. وتسبّبت سلسلة الحروب التي شنّتها الولايات المتحدة من جانب واحد في العديد من الكوارث الإنسانية، ما ألحق ضرراً خطيراً بحقوق السكان المحليين في الحياة والبقاء والصحة والتنمية، فبالنسبة للولايات المتحدة، الحرب هي لعبة للذبح والاستغلال والربح.
وهي أكبر معتدٍ في العالم يهدّد حياة الناس وأكبر مساهم في أزمة اللاجئين في العالم، فمن أجل الحفاظ على مصالحها المهيمنة، تقوم الولايات المتحدة بغزو الدول ذات السيادة بشكل غير قانوني على حساب أرواح الأبرياء. ففي أفغانستان، تسبّب الغزو والاحتلال غير القانوني الذي قامت به الولايات المتحدة على مدى عشرين عاماً في مقتل 174 ألف شخص، في حين اضطرّ 2.6 مليون شخص إلى الفرار إلى الخارج، وتشريد 10 ملايين شخص، وما زال 18.9 مليون شخص يواجهون نقصاً في الغذاء، وتحاول الولايات المتحدة إخفاء الحقائق، وترفض الاعتذار، وتتنصل من مسؤوليتها.
بالإضافة إلى ذلك، تُعَدّ الولايات المتحدة أكبر دولة في العالم تبادر إلى فرض العقوبات الأحادية الجانب. ومن خلال اتباع الهيمنة والأحادية، تقمع بشكل تعسّفي البلدان والمناطق التي لا تمتثل لها وتفرض عقوباتٍ أحادية على دول مثل روسيا وكوبا وكوريا الديمقراطية وميانمار وإيران وليبيا وسورية. ونتيجة لذلك، زادت العقوبات الأحادية التي فرضتها واشنطن من 912 في عام 2000 إلى أكثر من 9400 في عام 2021.
وهي أكبر مدمّر للديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم. و”النظام القائم على القواعد” الذي تدعو إليه الولايات المتحدة هو في الأساس نظام يتمحور حول الدولة نفسها للسماح بالعدوان العسكري التعسفي والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى والإطاحة بالحكومات الشرعية.
تنصّب الولايات المتحدة نفسها “كمدافع عن حقوق الإنسان” و”منارة للديمقراطية”، إلا أنها في الواقع تسيء استخدام هيمنتها الدولارية ومزاياها فيما يتعلق بالجيش والتكنولوجيا، وتضع قوانينها المحلية فوق القوانين الدولية. وهي تستخدم القواعد الدولية “ورقة توت” لتغطية نطاق صلاحياتها الطويلة الأمد.
إن مخالفة الاتجاه العالمي والسير عكسه لن يؤدّيا إلا إلى جعل البلاد أضحوكة دولية.
عناية ناصر