على بايدن إنشاء تحالف دولي لقمع التمرّد الداخلي
تقرير إخباري
على غرار التحالف المناهض لروسيا الذي أنشأته الولايات المتحدة ويضمّ 54 دولة، والذي يتم من خلاله إمداد نظام كييف بهدف إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، ربما يكون الوضع مناسباً الآن للرئيس الأمريكي جو بايدن لإنشاء تحالف مماثل للقضاء على التمرّد الذي قام به حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت عندما تحدّث عن إعادة وضع أسلاك شائكة على طول حدود الولاية مع المكسيك بالكامل، وشدّد على أن سلطات الولاية ستعيد نصب هذا السياج، إذا قامت السلطات الفيدرالية بتقطيع الأسلاك الشائكة.
فالتمرّد الآن حدث داخل البيت الأمريكي، وليس في مكان آخر من العالم، وهو الأولى بالقضاء عليه في مهده، وليس أن تقوم السلطات الأمريكية بمحاولات إطفاء النيران المشتعلة في العالم على طريقتها، وتنسى في الوقت ذاته أن بيتها يحترق من الداخل.
هذا ما جاء على لسان المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا التي تناولت بطريقتها الساخرة أحداث ولاية تكساس والتمرّد الذي ربّما امتدّ إلى غيرها من الولايات، مؤكّدة أن الوقت قد حان لكي يقوم الرئيس الأمريكي بتشكيل تحالف دولي “لتحرير” سكان تكساس باسم الديمقراطية التي يقوم بشنّ حروب في العالم لنشرها.
وأضافت زاخاروفا، عبر قناتها على تطبيق تيلغرام: “لقد حان الوقت للرئيس الأمريكي، وفقاً لأفضل تقاليد سلفه أوباما، أن يعلن Texas must go، ويقوم بتجميع تحالف دولي لتحرير سكانها باسم الديمقراطية”.
ويوم الجمعة الماضي، قال حاكم ولاية تكساس: إنه مستعدّ لصراع محتمل مع السلطات الفيدرالية الأمريكية بشأن تفكيك الحواجز المقامة على طول الحدود مع المكسيك لمنع تدفق المهاجرين غير الشرعيين.
وفي مقابلة مع الصحفي تاكر كارلسون، أضاف أبوت: إن الولاية تعتزم “مواصلة توسيع نطاق الحواجز التي يتم بناؤها”.
وما زاد الطين بلّة، إرسال المدّعين العامين في 26 ولاية أمريكية جمهورية، رسالة مشتركة إلى الرئيس الأمريكي يدعمون فيها تصرّفات حاكم ولاية تكساس لحماية جزء من الحدود مع المكسيك “بشكل مستقل”.
فهناك غزو يأتي عبر الحدود، شرّعه قرار المحكمة العليا الأمريكية التي أمرت بإزالة جزء من السياج الشائك بطول 48 كيلومتراً على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك في تكساس، الأمر الذي دفع سلطات الولاية إلى القول إن الإدارة الأمريكية لا تحرس الحدود بشكل صحيح، والمباشرة بدورها بإرسالهم على متن حافلات إلى المدن الأمريكية الكبرى، بما في ذلك واشنطن ونيويورك وشيكاغو.
ولا يخفى على أحد أن هذا الأمر ربما يندرج تحت عنوان الصراع القائم بين الحزبين الجمهوري الذي يمثله الرئيس السابق دونالد ترامب والديمقراطي الذي يمثله الرئيس الحالي، وبالتالي يشكّل هذا التمرّد الذي يدعمه أكثر من نصف الولايات الأمريكية صورة واضحة للانقسام الذي تعيشه الولايات المتحدة على خلفية كثير من القضايا الداخلية والدولية على حدّ سواء.
ومن هنا فإن تصريح زاخاروفا، لا ينطوي فقط على السخرية من الإدارة الأمريكية الحالية، بل ينمّ عن شعور متزايد بأن عقد دولة الاتحاد بدأ ينفرط فعلياً، وربما كان هذا الأمر أشدّ وضوحاً الآن وأقرب إلى التصديق من أيّ وقت مضى، إذ إن أغلب التوقعات تتحدّث عن حرب أهلية وشيكة.
طلال ياسر الزعبي