الممكن والمتاح…!!
وائل علي
بين الممكن والمتاح في واقعنا الحياتي والخدماتي والمعيشي المتدهور الذي وصلنا إليه، والذي ولدته نكبة التغريبة السورية المستمرة، لا يزال ثمة فرنصة لتقليص المسافات التي تتسع وتتباعد بين الحلم والحقيقة، بين الفرح والحزن، بين ما يجب أن يكون وما بين أيدينا، بين وارداتنا ونفقاتنا كدولة، بين مداخيلنا واحتياجاتنا كأسر، بين القيمة النظرية والفعلية لعملتنا وأسعار صرفها، بين الطبقة الوسطى وخط الفقر ودونه، بين هجرة شبابنا وأدمغتنا وحكايا الوطن الرومانسية، بين الإنتاج المتعثر والمشاريع المتوقفة وعجلات المصانع التي لا تدور والاستهلاك غير المدروس، بين الاستيراد ومنصته والتصدير ومعيقاته، بين الجوع والفقر والحرمان وتقنين الكهرباء المستعصي والنفط والغاز الذي لا يأتي، والموانئ والمطارات المهجورة، وبوابات الحدود المقفرة التي غادرها ويغادرها الأحباب والأصحاب، وموجات الغلاء والبرد القارس وفقدان دفء القلوب قبل البيوت، وفاتورة الدواء والمرض ومظاهر التسول والتشرد والبؤس التي استوطنت شوارعنا والتسرب المدرسي المرعب، وانتشار مهن الظل الدونية، وانتظار عطايا المحسنين وهبات المنظمات والجمعيات التي لا تستجيب، وبين القدرة على الصبر والتحمل لمجرد البقاء ليس أكثر، بي أن نكون أو لا نكون..
نعم.. يجب أن يكون ثمة فرصة نوجدها أو نخترعها.. ولابد أن نتصرف…!!