مربون يشكون خسارتهم.. و”الأعلاف” تؤكد تعديل الأسعار بنسبة ١٥% فقط
دمشق – محمد العمر
يشكو مربو الأغنام والأبقار والدواجن وقطعان أخرى اليوم من غلاء المادة العلفية في الأسواق، وعدم القدرة على تأمينها بالشكل المطلوب، في وقت تكاد مخصّصات المقنن العلفي الموزع من قبل المؤسسة العامة للأعلاف لا تسمن ولا تغني من جوع أمام حاجة مضاعفة لكل رأس من الغنم والبقر، وإن تمّ تسليمها، فهي لا تتجاوز نسبة 20 بالمئة من الكمية المطلوبة، ليلجأ المربون إلى الأسعار الفلكية بالسوق السوداء، ليستغل التجار قلة عرض الأعلاف والحاجة الماسة للمربين في إطعام ماشيتهم، وخاصة في فصل الشتاء، والأنكى أن المؤسسة إلى الآن تبرر أزمة فقدان الأعلاف وارتفاعها، بغلاء الأعلاف عالمياً، وصعوبة استيرادها على خلفية تطورات الأزمة الأوكرانية، وقيام بعض التّجار برفع سعر العلف واحتكاره.
إذا عرف السبب!
مربو الأغنام والأبقار والدواجن أكدوا لـ “البعث” أن ارتفاع أسعار الأعلاف، يعتبر السبب الرئيسي لارتفاع اللحوم والحليب ومشتقاته، وأن ارتفاع منتجات هذه القطعان مرتبط بسعر العلف الذي لم يستقر منذ سنوات، بل ازداد وتضاعف خلال العام الماضي بشكل مخيف، مشيرين إلى تعرّضهم لخسائر نتيجة فقدان ماشيتهم وبيعها بأسعار غير واقعية في سبيل إنقاذ ما تبقى من القطعان الأخرى، حيث إن ما تمّ تقديمه من دورات علفية بمؤسسة الأعلاف لا يسدّ الحاجة، ليتمّ تحصيل الجزء الأكبر من النخالة والشعير والعلف من السوق السوداء، ليبقوا واقعين تحت قبضة تجار السوق السوداء.
وأشار بعض المربين إلى انخفاض كميات المقنن العلفي العام الماضي والدورات السابقة، متسائلين ماذا ينفع توزيع 6 أو 8 كيلوغرامات من مادة النخالة للرأس الواحد من الأغنام والماعز، و100 كيلوغرام جاهز حلوب للرأس الواحد من الأبقار، في وقت تحتاج هذه الماشية إلى أضعاف مضاعفة من العلف، وهذه المخصصات المسلمة من المؤسسة تستهلك في فترة قصيرة، تمتد بضعة أيام فقط، مطالبين بأن تقوم مؤسسة الأعلاف بالتدخل وزيادة مخصّصات القطعان من المواد العلفية، وخاصة طير الفروج والأغنام، وأن تغطي 60 بالمئة من الحاجة على الأقل، بدلاً من 20 بالمئة.
أحمد، مربي فروج في محافظة القنيطرة، أكد أن الدورات العلفية الجديدة هذا العام لم تشمل الدواجن، في حين أن تجار الأعلاف يقومون برفع أسعار الذرة الصفراء بأسعار مضاعفة، مستغلين حاجة الفروج والمداجن غير المرخصة والتي ضاعفت بالفترة الأخيرة الطلب على الأعلاف.
بدوره، لم يخفِ مدير المؤسسة العامة للأعلاف، عبد الكريم شباط، أن الكميات العلفية في الدورة الجديدة هي بنسبة جيدة في المخازن، وأن كل فرع بالمحافظات يعمل على ما هو متوفر بحوزته، حيث إن ما هو متوفر حالياً بالمؤسسة يُقدّر بنحو 130 ألف طن، مبيناً أن الدورة العلفية الجديدة لمربي الأغنام والماعز والجمال، تنتهي بنهاية شهر آذار وفق مخصّصات المقنن العلفي: 10 كغ نخالة، و0.1 كغ شوندر للرأس الواحد من الأغنام والماعز في فروع حمص وحماة وحلب ودمشق، و8 كغ نخالة و10 كغ شعير للرأس الواحد من الأغنام والماعز في الحسكة، و6 كغ نخالة و1 كغ جاهز حلوب للرأس الواحد من الأغنام والماعز في دير الزور، و6 كغ نخالة و1 كغ شعير للرأس الواحد في الرقة، و6 كغ نخالة للرأس الواحد في باقي الفروع، أما الأبقار فتمّ افتتاح دورة علفية لها بمقنن 20 كغ نخالة و30 كغ شعير للرأس الواحد في الحسكة، و50 كغ نخالة و15 كغ جاهز حلوب للرأس الواحد في دير الزور، و150 كغ جاهز حلوب و10 كغ شعير للرأس الواحد في الرقة، و150 كغ جاهز حلوب للرأس الواحد في بقية الفروع. وحسب قوله، فإن الدورة العلفية للدواجن تحتاج إلى الوقت الكافي ريثما تنتهي العقود المبرمة مع القطاع الخاص في استلام كامل الكميات من الأعلاف.
وبيّن شباط أن التسعيرة الجديدة للمواد العلفية زادت بنسبة ١٥ بالمئة تقريباً، حيث إن البيع سيكون وفق الأسعار المعدلة، وقد شملت مادة الذرة الصفراء التي أصبح الكيلو الواحد منها بـ5200 ليرة، في حين أصبح كيلو كسبة الصويا بـ11900 ليرة، أما كيلو الجاهز حلوب كبسول 3600 ليرة، والجاهز حلوب جريش بـ3425 ليرة، وكيلو النخالة 1750 ليرة، وكيلو كسبة القطن 7800 ليرة.