معرض ضيفة خاتون يسرد لوحاته على المنارة
حلب-غالية خوجة
أقامت جمعية “رواد الفكر التنويري” برعاية الأمانة السورية للتنمية وفي مركزها “منارة حلب القديمة” معرض “ضيفة خاتون” للمنتجات اليدوية واللوحات التراثية، بمشاركة 18 سيدة فنانة، و10 فنانين تشكيليين ونحاتين من أجيال مختلفة.
وفضلت تمارا نصري مديرة الجمعية التركيز بعنوان المعرض على شخصية الملكة الحلبية ضيفة خاتون التي ولدت في القلعة للملك العادل ثم أصبح زوجها الملك الظاهر غازي وابنها الملك العزيز محمد، وكيف كانت شخصية متفردة ومستنيرة وساهمت في تجديد حلب.
وعن هذا المعرض الممتد لغاية 16 الجاري، قال حسام حلاق رئيس اتحاد الحرفيين بحلب لـ “البعث”: نشكر جمعية رواد الفكر على دعوتهم والمشاركات الحرفيات وسيدات الأعمال على ما يقدمنه من أعمال فنية ومشاركة فاعلة، ونتمنى أن يكون هناك تعاون بين اتحادنا وسيدات الأعمال ومختلف الجهات، ورأيت بأن الأعمال المعروضة تعكس شفافية الأفكار وفنيات المخيلة ويوميات الحياة وتنوعها التراثي والمعاصر.
حكايات رمزية
داخل المنارة كانت الجدران تعكس رائحة الأزمنة على الأعمال المعروضة، وتضيء أشعة النهار ذرات الرذاذ الخفيف على ماء البركة والأشجار، وتلفح النسائم الباردة ذاكرة الناس وأحلامهم، وتصغي مع الحضور إلى المقامات الموسيقية المعزوفة على آلة العود في غرفة أخرى، بينما تروي الأعمال حكاياتها اللونية، وفنونها التطبيقية، إضافة لتشكيلاتها الحروفية مع ريشة الفنان خلدون الأحمد، ورموزها الإنسانية مع منحوتات الفنان جوزيف توتونجيان، وتحولاتها في أعمال الفنان ماجد الجبيلي بين الأحصنة، والطاولات، والنقوش العربية التراثية ولوحات لشخصيات منها أم كلثوم، وتتلون بألوان الصبر مع إبداعات الحرف اليدوية الفلكلورية والمعاصرة.
وعلى إحدى الطاولات تتوزع نباتات الزينة التي أخبرنا منسقها المهندس الزراعي محمود مارديني بأنها من عمله إلاّ أن الإخراج لزوجته غيث حجار، مهندسة عمارة، والتي قالت وهي تبتسم: كانت هواية وصارت حكاية.
فنون الصبر
وأخبرتنا كوثر محمد العثمان، مهندسة معمارية عن مشاركتها: اخترت الفسيفساء لأنه فن قديم من تراثنا اللا مادي، وأوظفه بمواد جديدة منها حجر يدوي من صنعي، وألوان يتدرج بعضها إلى 16 درجة، ومعجون نافر، وما بين تخصصي بهندسة العمارة وفن الفسيفساء اخترت أن تكون مواضيع أعمالي الحارات الشعبية، والمرأة في ريف حلب والرقة، والمولوية الصوفية، كما أرسم لونياً ومتأثرة بما يحدث في فلسطين التي رسمت لها لوحة.
وبدورها، قالت هوري صلاحيان: فنانة وأمارس هوايتي في الإكسسوار، وموادي الخرز واللؤلؤ والأحجار الكريمة الملونة، وأقدم أشكالاً فلكلورية بطريقة معاصرة، ومكان المعرض جميل.
وعبّرت هيفاء غبّاب عن سعادتها بمشاركتها قائلة: أهتم بمنتجات الخرز اليدوية ومنها الحقائب، وفانوس رمضان المضيء وقلوب المحبة وأشجع المشاريع الخاصة.
بينما حدثتنا المشاركة سهام أسطور: أعمالي يدوية وحرف تراثية وحداثية من الخيوط المتنوعة، والخرز، وفن الإيتامين، والمخمل، وأشكّل مشاهد طبيعية أيضاً.
وعن أعمالهما المشتركة، قالت روان حاج عبيد وفاطمة أرمنازي: أعمالنا تحتاج إلى هواية وصبر ومزاج وخيال، ووظفنا الإيتامين في الساعات.
بينما أكدت الفنانتان المشاركتان أسماء محبك، ووجدان إبراهيم على توظيفهما للفسيفساء في لوحات موضوعها المعالم الأثرية مثل ساعة باب الفرج، والقلعة، وتشكيلات أخرى منها الزهريات بأحجام مختلفة، إضافة للوحة علم فلسطين.
وأخبرتنا المشاركة رابعة عمر بأنها مترجمة لغة إنكليزية وهوايتها الفنية مشروعها بين اللغتين العربية والأجنبية وترسم وتصمم بالإيتامين والتطريز الخط التكعيبي.
وعن مشاركته قال الفنان عبد القادر منافيخي: منحوتاتي من خشب الزيتون وأحبّ أن أظهر جمالية الحرف العربي، وأحضرت أدواتي لأعمل أمام الزوار منحوتة جديدة.
وبدورها قالت الفنانة نجلاء دالاتي: في حب حلب نمضي عيد الحب بين الفن والأصالة، ولوحتي جامع الجرن واقعية تعبيرية انسجمت مع المكان وأشعر بأنها أصبحت سعيدة ووجدت نفسها، تصافحني، وتودعني.
ومن الزائرات للمعرض قالت السيدة راوية حاضري: أحرص على حضور الفعاليات بقدر المستطاع، ورأيت بأن الحماس أثناء الحرب كان دافعاً لممارسة المزيد من الجمال الفني والثقافي، ولذلك، أتساءل: لماذا تراجع بعد انتهاء الحرب؟ لا جديد على الساحة، خصوصاً، في حلب، ولم نلمس حتى الآن أية لمسة فنية أو ثقافية أو لمسة نهضوية مناسبة، وبالنسبة لهذا المعرض، فأنا أشجع المشاركات وما تقدمنه ضمن الإمكانات الموجودة، وأرى أعمالاً ناجحة لنساء كادحات تعملن من أجل الوطن وأنفسهن وأسرهن، وأعرف كم تبذلن من مجهود، لأنني قبل الحرب كنت أعمل في فن الديكور، ولديّ موهبة فنية مع الورود، وأحب القراءة، والحياة بكل تفاصيلها وفنونها، أحبها وردية وسلاماً.