انخفاض سعر الفروج “خدعة” بالأشهر المقبلة.. والأعلاف تزيد 40% عن الجوار!
دمشق- ريم ربيع
رغم الانخفاض الأخير في أسعار الفروج والبيض نجد أن لا المستهلك راضٍ، ولا المنتج وهو أكبر الخاسرين، ولا حماية المستهلك بدمشق التي أصدرت نشرة بأسعار مخفضة عن السوق لم تجد من يلتزم بها! إذ حدّدت فيها كيلو الفروج بـ 39 ألف ليرة والشرحات بـ 56 ألف ليرة والدبوس 42 ألف، وحدّدت صحن البيض ما بين 38-51 ألف ليرة حسب الوزن، فيما يبدو أن المستفيد والراضي الوحيد هو مطاعم الوجبات السريعة، التي حافظت على أسعارها المرتفعة، إذ لا تقلّ سندويشة الشاورما عن 22 ألف ليرة، وفروج البروستد 120 ألف بأدنى حدّ، والمشوي لا يقلّ عن 100 ألف ليرة.
اللافت أيضاً هو اختلاف سعر الفروج بين المحافظات، والذي تجاوز 10 آلاف ليرة بالكيلو غرام الواحد، ونفس القيمة بسعر صحن البيض، علماً أن سعر صحن البيض يتراوح بدمشق بين 50-65 ألف ليرة، وكيلو الفروج 40 ألف ليرة، والشرحات 60-65 ألف، والسودة 65 ألف ليرة.
عضو لجنة الدواجن بدمشق وريفها مازن مارديني أوضح أنه بالنسبة لانخفاض أسعار البيض، فقد كان متوقعاً بعد مرسوم إعفاء القطاع من الضرائب، والذي ترك أثراً إيجابياً على المربين، إضافة للقرار المتعلق بدعم المداجن غير المرخصة والأثر المباشر الذي لمسناه بعده، فبالنسبة لقطاع الدجاج البياض يوجد انخفاض أسعار واضح، ودخول أفواج جديدة، على عكس الفروج الذي يسجل خسائر كبيرة للمربي حالياً، فانخفاض السعر بالسوق يعود إلى ضعف القدرة الشرائية للمواطن مقابل ارتفاع الكلف لدى المربي في الشتاء، مؤكداً أن الأسعار لا تنصف المربي حالياً، وأي انخفاض أكثر من هذا بالأسعار سيكون له انعكاسات سلبية للأفواج المقبلة.
وأضاف مارديني أن تكلفة الفروج الحي اليوم 32-34 ألف ليرة، بأرض المزرعة، فضلاً عن أي مشكلات صحية ممكن أن تطرأ، وهذا جراء ارتفاع تكاليف التدفئة، فالفحم غير موجود، والمازوت ارتفع من 2000 لـ8000 ليرة، لتصبح كلفة التدفئة 5000-7000 ليرة للصوص الواحد، وهي ربع الكلفة النهائية تقريباً، ولا يستهان أبداً بتكاليف التدفئة، مشيراً إلى أن وعود الزراعة بالنسبة لسعر المازوت الجديد تقضي بتأمين كامل المخصّصات بهذا السعر، مما سينعكس إيجاباً إن طبق.
وبيّن مارديني أن أي مربٍ غير قادر على تأمين وسائل تدفئة، ينسحب لهذا الموسم، لذلك يظهر الأثر الفعلي فيما بعد وليس مباشرة، أما بالنسبة لنشرة حماية المستهلك التي تسعر الفروج الحي بالمدجنة 27 ألف ليرة، وتكلفته فعلياً 32 ألفاً، فهي ستضرّ المربي تلقائياً، وهذا التخفيض خدعة للمواطن في الأشهر المقبلة، مشيراً إلى أن الخلاف دائم مع حماية المستهلك، فحين يكون السوق جيداً للمربي يعتبرون أنه سعّر بطريقة مجحفة، وأصبح السعر غالياً، واليوم تخفّض السعر تحت مسمّى العرض والطلب، مؤكداً أنه يجب حماية المربي كما المواطن.
وفيما يتعلق بالأعلاف، أوضح مارديني أنها أغلى من الجوار بـ40%، فمؤسسة الأعلاف لا تقدّم شيئاً، والمستوردون لا يزالون يستوردون عبر المنصة، ولم تتحقق المطالب والوعود بإلغائها، واليوم سعر كغ الصويا محلياً 12 ألف الكيلو، فيما يباع بلبنان بـ7000، والذرة الأجنبية بـ5200 محلياً، وبلبنان 3000 ليرة، معتبراً أنه لولا الذرة البلدية لكان انتهى القطاع.
أما بالنسبة لفرق السعر بين المحافظات، فهو فرق رأسمال، بحسب مارديني، مثلاً من يشتري الأعلاف من الميناء مباشرة، غير الذي يشتريها بدمشق أو حلب، بعد أن أصبح مازوت النقل بـ12.5 ألف لليتر الواحد، بالمقابل البيض بدمشق وريفها أرخص من غير محافظات لقرب المزارع من السوق.