المشكلة فيما يقوله الساسة الأوروبيون
تقرير إخباري
عندما دعا أولا كالينيوس، الرئيس التنفيذي لشركة مرسيدس بنز، الاتحاد الأوروبي إلى خفض التعريفات الجمركية على السيارات الكهربائية القادمة من الصين، بحجة أن ذلك سيجبر الشركات الأوروبية على صنع منتجات أفضل، كان يقول بعض الحقيقة الواضحة التي يجب على الجميع أن يعرفها.
ونقلت صحيفة فايننشال تايمز عنه قوله: “لا ترفعوا الرسوم الجمركية هناك تناقض واضح، وأعتقد أن علينا أن نذهب في الاتجاه المعاكس وعليكم أن تأخذوا الرسوم الجمركية التي لدينا وتقوموا بتخفيضها.. هذا هو اقتصاد السوق وعليكم ترك المنافسة تلعب دورها”.
لقد كان اقتصاد السوق والسماح للمنافسة باللعب من بين الأهداف الرئيسية للرأسماليين الأوروبيين الناشئين في القرنين السابع عشر والثامن عشر، ما أدّى إلى إنشاء النظام الرأسمالي الذي لا يزال قائماً حتى اليوم، وبالتالي فإن الدول الأوروبية ليست من الداعمين الرئيسيين فحسب، بل هي أيضاً المستفيد الرئيسي من العولمة الاقتصادية على مدى العقود الماضية، ولكن بعض سياسات وممارسات الاتحاد الأوروبي الأخيرة المتعلقة بإزالة المخاطر تتعارض في الواقع مع مبدأ التجارة الحرة والعولمة الاقتصادية، وتضرّ أيضاً بمصالح الدول الأوروبية من خلال قتل المنافسة أو فصل الشركات الأوروبية عن السوق العالمية.
ومن عجيب المفارقات أن الافتقار إلى المنافسة في السوق هو أيضاً ما استخدمه الغرب، سواء الدول الأوروبية أم الولايات المتحدة، لاتهام الصين منذ سنوات، على الرغم من أن ذلك كان غير عادل، ففي أيار 2016 أصدر البرلمان الأوروبي قراراً ينص على أنه ما لم تستوفِ الصين معايير الاتحاد الأوروبي الخمسة لوضع اقتصاد السوق، فيجب معاملة صادراتها إلى الاتحاد الأوروبي بطريقة غير قياسية.
ومن المدهش أن يتبرأ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الآن ممّا كانا يعتبرانه ذات يوم مبدأ مقدّساً، ومن خلال القيام بذلك، فإنهم يضعفون أيديولوجيتهم واقتصادهم.
عائدة أسعد