دعم المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر.. مساعدة الأسر على التمكين المعيشي بالاعتماد على الذات
دمشق – حياة عيسى
تتجه أنظار وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في الوقت الراهن نحو تعزيز المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر من خلال التشبيك والمشاركة مع كافة الجهات ذات الصلة، والتي تتمثل برؤساء اتحادات غرف الصناعة والتجارة والزراعة والمنظمات غير الحكومية التي تعنى بهذا المجال، للمضي بخطوات ثابتة نحو كيفية التوجه لدعم المشاريع الصغيرة لتكون حاملا للاقتصاد الوطني ولإنتاج مشاريع تولد الدخل لأصحابها، وتساعد في تمكينهم معيشياً، وتحقق لهم الاستقلال الاقتصادي، بالاعتماد على أنفسهم، وتضمن استدامة هذه المشاريع.
وكان لمديرية التنمية الريفية الدور الأكبر في تلك الخطوة كونها الرديف الأساسي، على الأرض، لدعم تلك المشاريع من خلال وحداتها المنتشرة في كافة المحافظات، حيث بينت مديرة تنمية الريف عتاب شعبان في حديث لـ “البعث” أن الوزارة حالياً بصدد إطلاق برنامج حاضنات الاعمال بهدف دعم المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر للشباب والشابات أصحاب الأفكار والمشروعات المتميزة “رواد أعمال”، من خلال تهيئة المناخ والبيئة الملائمة لاحتضان المشروع، وتأمين الموارد الكافية له، وتقديم الدعم والمساندة والاستشارة اللازمة خلال فترة الاحتضان، بهدف رفع كفاءته الاقتصادية بحيث يستطيع بعده الاستمرار في السوق دون مساعدة، إضافة إلى تطوير الخدمات المقدمة في مراكز التنمية الريفية ووحدات الصناعات الريفية والارتقاء بها من طور الرعاية إلى طور التنمية والتمكين عن طريق تنفيذ مشاريع تنموية وحيوية في مراكز التنمية الريفية ووحدات الصناعات الريفية لدعم المجتمع المحلي وتنمية إمكانياته، بما يساهم في تحسين المستوى المعيشي وإعادة الإنتاجية بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية، وبالتشاركية مع الوكالات الأممية، حيث تم مؤخراً الموافقة على مشروع تجهيز مشغل خياطة في مركز التنمية الريفية في بيت ياشوط، في محافظة اللاذقية، مع منظمة “هيكس ايبر” السويسرية بهدف تدريب 130 سيدة على مهنة الخياطة، بحيث يتم منح المتأهلين للمرحلة الأخيرة ما يمكنهن من الدخول لسوق العمل المحلي وتحقيق الدخل المناسب لهم، كما يتم التحضير لإقلاع مشروع في مركز التنمية الريفية في جوبة برغال، مع “هكيس ايبر” أيضاً، لتأهيل المنشرة بهدف خلق فرص عمل لأبناء المنطقة على مهنتي النجارة والالمنيوم.
وتابعت شعبان: وضمن برنامج عمل الوزارة في قطاع التنمية الريفية، تم اعتماد المنهجية المطورة التي تهدف إلى تكريس ثقافة توليد الدخل بالاستفادة من المزايا النسبية المحلية (الزراعات والصناعات المحلية، الموارد المادية والبشرية المحلية). ويتم استهداف سكان الريف في مناطق تواجد المراكز والوحدات عبر توفير فرص التدريب والتشغيل بشكل مباشر وغير مباشر، ولاسيما للسيدات بعد تطوير آليات العمل ومضمون البرامج لتحسين الاستفادة من مخرجاتها لتشمل أوسع شريحة من المستفيدين، وبأثر مستدام؛ علماً أن المديرية تعمل عبر وحدات الصناعات الريفية، البالغ عددها 105 وحدة، ومراكز التنمية، البالغ عددها 15 مركزاً، المنتشرة في جميع المحافظات، لتنمية المجتمعات الريفية والحد من الفقر، وخاصة لجهة ممارسة مهنة صناعة السجاد اليدوي بهدف تمكين المرأة الريفية، ولاسيما المعيلات لأسرهن، وذلك بعد إجراء التدريب المناسب على المشاريع الأسرية، وخاصة الزراعية، وتربية النحل وصناعة الألبان والأجبان وزراعة الفطر المحاري والنباتات الطبية والعطرية، إلى جانب العديد من دورات التدريب المهني على الحرف والمهن اليدوية والحاسوب واللغات ومحو الأمية، بعد دراسة احتياجات المناطق المستهدفة والاستفادة من مزايا وموارد البيئة المحلية والاجتماعية.
وفيما يخص مساهمة الصندوق الوطني للمعونة الاجتماعية، أكدت شعبان أنه يتم دعم وتمويل المشاريع المتناهية الصغر من خلال تخفيض كلفة تأسيس المشاريع عن طريق تحمل نسبة من الفائدة السنوية المترتبة على قروض تمويل تأسيسها؛ وفي هذا الإطار، وقع الصندوق عدداً من الاتفاقيات، منها مع المصرف الزراعي التعاوني لبرنامج تمكين الريف السوري، وبرنامج ودعم المسرحين من خدمة العلم.