ثقافةصحيفة البعث

ما الذي يميز ميلاد الحزب السابع والسبعين؟

حلب – غالية خوجة
ما أثر حوارات الرفيق الأمين العام الدكتور بشار الأسد في التطوير بأشكاله كلها؟ وما الذي يميز ميلاد حزب البعث العربي الاشتراكي السابع والسبعين؟ وماذا عن الكيفية الانتخابية الجديدة؟ وما النتائج المتوقعة على الإنسان العربي السوري؟
سألت “البعث”، لتركز غالبية الإجابات على ضرورة الولادة الجديدة في ذكرى ميلاد البعث.

عراقة فكرية وطنية
يقول الدكتور فاروق أسليم عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الكتّاب العرب: “تمثّل الحوارات التي عقدها الرفيق الأمين العام للحزب توجّهاً مهمّاً للعمل الرافد للمؤسسات الحزبية والمجتمعية المدنية بأفكار جديدة، ورؤى يحملها ذوو الخبرات والاختصاصات الثقافية المختلفة في سورية، وهي أفكار ورؤى يغلب عليها طابع التعبير عن هموم المجتمع السوري، ورغباته في التعافي اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، ومن المؤكد أن يكون لهذه الحوارات حضور في توجهات الحزب ليكون أكثر فاعلية في القيادة فكرياً وتنظيمياً وسياسياً، خصوصاً، وأن ميلاده السابع والسبعين يشير إلى عراقته النضالية وصموده في مواجهة هجمات كثيرة واجهها ـ وما يزال يواجهها ـ الفكر القومي العربي، ويشير في الوقت نفسه إلى النضال الوطني الحقيقي الذي يتناغم ويقوى بالنضال القومي العربي، ولا سيما في مجال مقاومة المشروع الصهيوني الاستيطاني، الذي قاومه البعث منذ نشأته، وما يزال يعمل لتكون فلسطين حرة متحررة من عدوانه عليها وعلى العرب كلهم”.
وأكد أسليم أن الانتخابات التي جرت على مستوى الشعب والفروع تمثّل توجّهاً جديداً، حققت إجراءاته مشاركة أوسع من قبل، بنتائج أكثر عدالة ومصداقية من قبل، لكن ذلك لا يشكّل غير قليل مما نطمح إليه، فما نرجوه يتجاوز ضبط الانتخابات ومصداقيتها إلى تجاوز كثير من ثقافتنا السائدة في مجال الحكم والقيادة السياسية بخاصة، وعلى الرغم من أن المواطن العربي السوري يعيش حالات إحباط كثيرة، لكنه، في الوقت نفسه، لم يفقد الأمل في تجاوز التحديات الداخلية المتصلة بمحاربة الفساد والانتصار عليه، وتطوير آليات الوصول إلى الأهداف، كما لم يفقد الأمل في الانتصار على التحديات الخارجية مع معرفته أن المعركة مع قوى العدوان على الأمة العربية عامة، وسورية خاصة، مستمرة، ولذلك، يكون التحدي بأن نعي الذات وننتصر على ما يعوقها للارتقاء بالسوريين جميعاً نحو مواطنة حقيقية شاملة”.

النتائج المتوقعة إيجابية
وبدوره، قال التشكيلي يوسف مولوي رئيس فرع حلب لاتحاد الفنانين التشكيليين: “دائماً للأمين العام للحزب نهج وفكر متطور وألمعي، يتابع ويرغب بتطوير سورية للوصول إلى سورية الحديثة، والأحداث التي مرت على سورية لو مرت على أي دولة كبيرة في العالم لكانت انهارت بأشهر أو سنين، وبحكمة الأمين العام استطعنا أن نصبر ونصمد، وما التفاف الشعب حول هذا القائد الفذ إلاّ دور من أدوار الصمود، فاستطعنا الثبات لمرحلة معينة، وحالياً، المطلوب التحرك باتجاه الأمام، والتطوير في المجالات كلها، وسيكون الميلاد الحالي تبعاً لخطوات الأمين العام ولادة جديدة للحزب ناتجة عن رؤية جديدة وأفكار جديدة وكوادر جديدة، وباشرنا الانتخابات لاختيار اللجنة المركزية التي ترسم سياسة الدولة وسياسة الحزب، وجرت الانتخابات بشفافية ووضوح وبأجواء لجان انتخابية محايدة من خبرات القيادات البعثية القديمة، وما زلنا حزباً فتياً في تجربة الانتخابات، وما زال لدينا بعض التأثيرات، وهذا ما لاحظه الأمين العام في حواره، ولذلك، وبناء على منهجيته، فإن النتائج المتوقعة إيجابية من الحزب الحاكم كحزب أغلبية يمتلك رؤية واضحة هدفه تخفيف العبء وتسهيل الأمور الحياتية وإعادة دورة وعجلة الإنتاج، وانعكاسات هذه المحاور على الإنسان العربي السوري سواء أكان بعثياً أم لا، فكما قال القائد المؤسس إنّ كل السوريين بعثيون، ولكن ليسوا منظمين ضمن أحزاب، لأن حزب البعث العربي الاشتراكي هو فكر وانتماء وحب للوطن وعقيدة، وقضيتنا المحورية فلسطين، وغزة جزء من فلسطين، وما استهداف سورية والحرب عليها إلاّ من أجل إبعادها عن محور المقاومة وقضيته الأساسية فلسطين التي هي قضية عربية إسلامية وإنسانية”.

توازن متناغم
وأكد الفنان والمصور، إيدار جودت عضو مجلس إدارة جمعية العاديات أن لحوارات الرفيق الأمين العام السيد الرئيس بشار الأسد أثرها الكبير في توجيه البوصلة نحو عدد كبير من الأمور، خصوصاً، فيما يتعلق بالأتمتة وتكنولوجيا العصر والعلوم وخط المقاومة وتطوير أساليب التعليم والشباب كهدف أساسي، مبيناً: “ميلاد الحزب تحوّلٌ نوعي في المنطقة، أعاد إليها التوازن والاستقرار السياسي، وكان له انعكاسه الإيجابي على الأصعدة كلها، خصوصاً، على العمال والفلاحين والبسطاء، ما جعل التوجه نحو مسار المجتمع الاشتراكي من خلال التعليم المجاني، ودعم المواد الغذائية، والمساواة من ناحية العمل، وتحقيق العدالة الاجتماعية، ومحاولة نشر ثقافة “الأرض الخضراء” والتوجه إلى الأرياف، ونشر الكهرباء، واستمرارية الحياة اليومية الراقية، بينما التجربة الانتخابية جميلة بتجددها، وإن كنت أتمنى أن ينشغل أكثر على الموضوع بعيداً عن “التكتل” الموجود، لكن، هناك من ينظرون إلى نصف الكأس الملآن، ويتوقعون الكثير من النتائج، خاصة في تطوير المجال الاقتصادي وإعادة توازنه، والحفاظ على قيمة الليرة السورية، بالإضافة إلى تحسين النهج الثقافي المرتبط بحياة المواطن اليومية وأولها ثقافة المواطَنة، وإعادة الحفاظ على العلاقة بين المسؤول والمواطن لأنه أمر مهم جداً في هذه المرحلة.

رؤى واقعية تطويرية
ورأى وضاح سواس، رئيس مجلس إدارة مؤسسة “المميزون” التعليمية الخاصة، أن حوارات سيد الوطن تعكس رؤى تطويرية وتبادل الأفكار والرؤى الواقعية، لأنه يريد أن يكون التفكير والمبادرات خارج الصندوق، بما ينعكس إيجاباً على الوطن والمواطن، هذه الحوارات والمناقشات المعمقة ستفضي تمهيداً إلى اجتماع اللجنة المركزية الموسعة للحزب، وبرأيي، ستطرح أسئلة ومناقشات عديدة بهذا الصدد لإغناء المحتوى الخاص بهذا الحوار وخاصة الجانب الاقتصادي، وأتوقع أن يفضي الاجتماع إلى توصيات مهمة وتفعيل العمل المؤسساتي بعيداً عن القرارات الفردية، وأن يأخذ الحزب دوره بصفة مراقبا ومتابعا ومصححا لعمل ومسار الحكومة، وأن ينهمك كسلطة سياسية في بناء استراتيجيات ومنظومات عمل بالتعاون مع المؤسسات، ويحمّل الحكومة مسؤوليتها عن كل قرار تتخذه بما يعود بالمنفعة على الوطن والمواطن. وأضاف إن دور الحزب ينطلق من رصد نقاط القوة ونقاط الضعف للحكومة ومؤسساتها ويعمل على تقويمها، بل تصحيحها من خلال السلطتين التشريعية والتنفيذية، وبذلك يكمن دوره في بناء القدرات ووضع معايير لانتقاء الأفضل وإنهاء كافة المحسوبيات في السلطة التشريعية والتنفيذية، وحتى في الجهاز الحزبي، وآمل في المؤتمر القادم أن يكون حزب البعث قد طور منطلقاته وأفكاره ونظرياته بما يلائم الواقع الراهن، واختيار القيادات الكفء، نحن بأمس الحاجة لقادة بعثيين في كل المفاصل والهيكل التنظيمي للبعث.