ملتقى البعث للحوار في جامعة حلب و”رؤية الرفيق الأمين العام للحزب لبعث متجدد”
حلب-غالية خوجة
كيف لحزب البعث العربي الاشتراكي أن يكون متجدداً تبعاً لرؤية الأمين العام للحزب القائد الدكتور بشار الأسد؟ وكيف يمكن تطبيق مرحلة التطوير كمنهجية أساسية محورية تبدأ من الآن متواصلة إلى المستقبل؟ وكيف تكون ثقافة الحوار حاضرة في يوميات المواطن ابتداءً من عائلته ومحيطه؟ وكيف نبني تركيبتنا الاجتماعية بعد الحرب الإرهابية؟ ومتى يتمّ الفصل الفعلي أكثر بين السلطات؟ وكيف نزرع ثقافة المحبة بيننا؟ وكيف نجسّد أخلاقيات الحزب فكراً وسلوكاً دون انفصال، خصوصاً، وأن هناك من هو منتسب للحزب بفعل الانتماء حتى ولو لم يكن بعثياً، ومتنسّب لمصلحة خاصة؟
أكثر من هذه الأسئلة، طرحها المشاركون والحضور في ملتقى الحزب للحوار الذي أقامه فرع جامعة حلب للحزب – مكتب الإعداد والثقافة والإعلام، في مدرج ابن البيطار – كلية الهندسة الزراعية، بعنوان “رؤية الأمين العام للحزب… لبعث متجدد”، قدمها وأدارها د.جمعة الطراف، وتضمنت محورين، أولهما سيرة ومسيرة الحزب ومراحلها ومنعطفاتها التاريخية، وثانيهما تجديد البعث حسب رؤية الأمين العام بشار الأسد.
بين النشأة والتطوير
وتحدث عن المحور الأول د.عيسى الحسين عميد كلية الحقوق، متوقفاً عند أهم المحطات والمنعطفات التاريخية وهي نشأة الحزب وتحولاتها منذ1941 مروراً بالدمج والانحلال والتأسيس، وثورة الثامن من آذار 1963، والحركة التصحيحية 16 تشرين الثاني 1970، وثورة التطوير والتحديث التي بدأت مع الأمين العام، رئيس الجمهورية، بشار الأسد عام 2000، موضحاً كيف أصبح الحزب قائداً للدولة والمجتمع، ومحافظاً على ثوابته الأساسية من القيم الأخلاقية والوطنية، وكيفية مساهمته في بناء الحياة بكافة مستوياتها الاقتصادية والاجتماعية والتجارية والثقافية والتعليمية والعلمية والسياسية، وكيف حافظ على انحيازه للشعب وفئاته من عمال وفلاحين وبسطاء وفقراء، وبذلك، تحولت الأفكار إلى واقع ملموس، وتحققت الكثير من الإنجازات، منها قانون الإدارة المحلية، وإقامة الجبهة الوطنية التقدمية، وإقرار الدستور الدائم للجمهورية العربية السورية، إلى أن دخلنا المرحلة الرابعة مع المؤتمر القطري التاسع الذي عقد في دمشق في حزيران عام 2000، وتبنّى القائد بشار الأسد التطوير والتحديث من خلال خطاب القسم قي شهر تموز من العام ذاته، مؤكداً على ضرورة التغيير والتطوير في منظومة الحياة وفكرها المتجدد من خلال منهجية رؤيوية لها عواملها وأدواتها ومعاييرها الذاتية والموضوعية.
قدر السوري الانتصار
وبدوره، تحدث د.أحمد بحري، نائب مدير مركز الدراسات والبحوث الإستراتيجية، عن المحور الثاني مركّزاً على الرؤية المنهجية، وتصوّر البعث الجديد من خلال حركة التصحيح العميقة التي يقودها الأمين العام بشار الأسد بخُطا ثابتة مع ثبات القيم الأساسية، ومنها قضية فلسطين والهوية العربية والقومية والاشتراكية والعدالة ودعم الفقراء، وهذا ما تؤكده الانتخابات كمسألة وطنية أكثر منها مسألة حزبية خاصة.
وتابع د.بحري: أجرى الأمين العام أكثر من 1500 ساعة حوار مع كافة فئات المجتمع، وقال بجرأة وشفافية: “اكتشفنا الكثير من المشكلات”، وأثبت أن الحوار منهج للتعرف إلى المشكلات وحلها لتحريك قوى سورية الكاملة في تحقيق النهضة، مؤكداً على أن التجديد ليس على حساب المبادئ، لأننا نحمل هموم الوطن العربي، وما الانتخابات وآلياتها والتحضير للمؤتمر القادم إلاّ تأكيد على أن الهرم أصبح مقلوباً، لذلك، لا بد من تنشيط الأفكار والرؤية والمكاشفة والنقد والنقد الذاتي والتقويم، وابتكار آليات الأداء المناسبة، إضافة لتجديد الأدوار مع مراعاة الثوابت، ومنها الثقافية والدينية والعلمية والسياسية والعربية والقومية، وكل هذا تحزمه المسؤولية الهامة ليكون كل مواطن قدوة، وقدر السوري الانتصار مهما طال الزمان والحصار.