الساحل يودّع الدوري الممتاز ويرافق الحرية إلى الدرجة الأولى
ناصر النجار
أبرز مشاهد المرحلة ما قبل الأخيرة من الدوري الكروي الممتاز التي أُقيمت يومي الجمعة والسبت الماضيين هبوط الساحل إلى دوري الدرجة الأولى بعد صراع مرير لتفادي الهبوط منذ انطلاق مباريات الإياب.
والحقيقة التي لا تخفى على أحد أن الساحل استحقّ الهبوط، لأن كلّ الفرص التي أتيحت له في مرحلة الإياب لتفادي هذه الأزمة لم يستغلها، رغم أن منافسه الرئيسي، فريق الوحدة، تعثر أكثر من مرة، إلا أن الساحل رفض كل الهدايا التي جاءته على طبق من ذهب.
الساحل أنهى الذهاب وله ثماني نقاط ولم يحقق في الإياب إلا ست نقاط فصار رصيده 14 نقطة، وهذا يعني أن الفريق تراجع في الإياب عما كان حاله في الذهاب، وبالمقابل أنهى الوحدة الذهاب بعشر نقاط ووصل في الإياب إلى 21 نقطة فعزّز رصيده ونجا من الهبوط، والحقيقة أنه نجا على حساب ضعف منافسه أكثر من قوته وعزيمته، لأنه فقد التوازن في الكثير من المباريات وتعرّض لهزائم لم تكن لتتناسب مع تاريخ الفريق وعراقته.
نقطة التحول في الصراع على تفادي الهبوط كانت ملعب طرطوس عندما جمع مباراة الساحل مع الوحدة، وخاصية المباراة أن نقاطها مضاعفة، ورغم أن الساحل يلعب على أرضه وبين جمهور إلا أنه فشل بتجاوز خصمه، بل الأكثر من ذلك خسر أمامه، وهنا تنبّأ المراقبون بهبوط الساحل وقد وضع قدميه على أعتاب هذا المصير المرّ، ثم أتيحت له فرص أخرى للتعويض بمباراتين على أرضه كان بإمكانه أن يقلب فيهما الموازين وأن تعاد الحسابات من جديد، لكنه خسر أمام الكرامة على أرضه ثم تعادل مع الطليعة، ليكون هذا التعادل قاسماً للظهر لأنه فرّط بآخر الآمال.
الساحل مرّ بمراحل من عدم التوازن، والحقيقة أنه حطّم الرقم القياسي بتبديل المدربين فبلغوا ستة مدربين قادوا الفريق، وغياب الاستقرار الفني يولّد اضطراباً في الفريق وحالة من عدم التناغم بين اللاعبين، وبين اللاعبين والمدرّب الجديد، فكل مدرّب له أسلوبه وأفكاره.
بكل الأحوال فإن الساحل عاد سريعاً كالحرية إلى الدرجة الأولى ولم يستطيعا الصمود هذا الموسم، وهذا الأمر يفرض على إدارة الناديين إعادة دراسة واقعهما الكروي ومراجعة لكلّ أحداث الموسم وتطوراته وتفاصيله لمعرفة مكامن الخلل وأسبابه لتتمّ المعالجة السريعة.
الضربة التي تعرّض لها الساحل كانت قاصمة لأنه هبط بفريقي الرجال والشباب، بينما الحرية هبط برجاله وينافس على لقب الدوري الممتاز بشبابه.