دوريّنا يسدل ستاره المهترئ.. وكرتنا تبكي في الزاوية!
محمود جنيد
مع بقاء جولة أخيرة مجرد تحصيل حاصل، يكون الدوري الممتاز للرجال بكرة القدم طوى موسمه دون أي تغيير على الخارطة، الفتوة يحافظ على لقبه وبقية الفرق على موقعها في الدرجة الممتازة، والساحل والحرية يعودان أدراجهما سريعاً من حيث أتيا في الدرجة الأولى، ترافقهما بالنسبة لبعض الآراء نظرية الغبن والظلم الذي سرق منهما نعيم جنة الأضواء، مع مطالبات متكررة شدّد عليها مدرّب الحرية علي الشيخ ديب في المؤتمر الصحفي بعد لقاء فريقه أمس الذي خسره أمام الوحدة بهدفين بإلغاء الهبوط هذا الموسم، برسالة وجّهها إلى القيادة الرياضية واتحاد الكرة رداً على سؤال “البعث” حول مآل هذا المطلب الذي أشاح اتحاد الكرة النظر عنه، حسب الشيخ ديب، لافتاً إلى أن اتحاد اللعبة لا يعير نادي الحرية اهتماماً، بدليل عدم استجابته للكثير من المطالب التي حملتها الكتب الكثيرة الموجّهة من قبل إدارة النادي.
دوري باهت فقير من مختلف الجوانب وعلى رأسها المستوى الفني، رافقته الشكوى والشكوك والتشكيك بالنزاهة، الأمر الذي دعا عدداً من الأندية للتلويح بالانسحاب قبل أن ينصاع الجميع للأمر الواقع، في ظلّ المشكلات الداخلية والإدارية والمالية التي نخرت الأندية متضافرة مع احتراف منحرف، أضف إلى ذلك واقع الملاعب المزري، ونظام المسابقة الذي قتل حافز المنافسة بعدم وجود أي مغنم تتسابق الفرق عليه من أصحاب المركز الثاني وحتى العاشر، ولا ندري مع هكذا معطيات كيف ستكون مخرجات الدوري وسويته ومسوّقاته ومفرزاته من اللاعبين القادرين على تحقيق الإضافة الحقيقية لمنتخب وطني تنافسي متطور، يحيل حلم الجمهور السوري المونديالي إلى حقيقة حيّة؟.
انتهى الدرس، لكن هل فهمناه؟ وهل ستتمكّن اجتماعات الطاولة المستديرة الافتراضية تحت قبة الفيحاء بعد نهاية الموسم، بالتشاركية مع الأندية وحتى القيادة الرياضية المعنية بالشأن المنشآتي والتعديلات المطلوبة بالنسبة للنظام الاستثماري والمعايير المتعلقة بتنصيب إدارات الأندية، من تقويم اعوجاج واقع ومسار كرتنا بداية من تصحيح نظامنا الاحترافي؟ وهل سيكون لدى الأندية استراتيجيات تقودها إدارات محترفة، فكراً وعملاً وتدبيراً، وتوفيراً لسبل الإنفاق والموارد المالية، إلى جانب القدرة التي توفرها الظروف المتناظرة، للعناية بالبنية الرياضية التحتية وتمتين أساس البناء وقواعده لتكون الرافد الأساسي لفرقها؟.
أسئلة كثيرة تحتاج لإجابات عملية شافية من قبل أهل الكار المتنورين، تؤسّس لها خطة عمل مبنية على رؤية منقحة منفتحة عملية قابلة للتحقق بعيداً عن مفهوم الـ”طجت لعبت”!