حلب تحتفل بعيد الفصح.. أشغال يدوية في مسرح الكاتدرائية
حلب – غالية خوجة
احتفى مسرح كاتدرائية النبي الياس للروم الأرثوذكس ـ حي الفيلات، بـالدورة العاشرة من “معرض عيد الفصح”، تبعاً للتقويم الشرقي، وضمن سلسلة فعاليات كشاف الكاتدرائية، وذلك بمشاركة 44 جناحاً عرضت فيها منتجات يدوية حرفية تراثية ومعاصرة، اتسمت بروحية العيد وتراثه الثقافي، من خلال ما تتضمنه من أبعاد رمزية ويومية تساهم في تكريس الفرح والمحبة والتعاون، خصوصاً، أن المشاركين من السيدات والأُسر والشباب والصبايا هم من المعتمدين على مشاريع صغيرة تتضمن منتوجات غذائية ونسيجية وكيمائية وفنية، منها الحلويات والإكسسوارات ولوازم العيد ولوحات وأيقونات فنية، وتتسم بأنها من المنتج إلى المستهلك من دون أي حلقة وسيطة، ما يجعل أسعارها مناسبة، وهذا ما جعل زوار المعرض يقبلون على الشراء وهم معجبون بما يقدمه المعرض من دعم مادي، ودعم معنوي يمنحهم فرصة استعادة السعادة بعد الظروف التي مرّ بها وطننا الحبيب.
حضر افتتاح المعرض ـ يستمر حتى يوم الأربعاء القادم ـ أفرام معلولي مطران أبرشية حلب وإسكندرونة وتوابعهما للروم الأرثوذكس، الذي أكّد الدور الحيوي لهذه الفعاليات، ومنها هذا المعرض الذي يشكّل نقطة التقاء لتحاور المواهب والخبرات، وتشجيع الجيل الشاب على مواصلة الابتكار، وعامر حموي رئيس غرفة تجارة حلب، عضو مجلس الشعب، الذي يركّز دائماً على الأهمية المتعددة لمثل هذه المعارض، لكونها تساعد في تأمين المستلزمات بأسعار مناسبة، وتدعم منتجات المشاريع الصغيرة، وتساهم في حيوية المشهد الاجتماعي والاقتصادي.
وعن أهم ما يميز التراث الأرمني الحلبي، أجابتنا الشيفتين أوديت منيّر قائدة فوج الكشاف: “المعرض حالة من تنويع الثقافات، وأهم ما يميز المنتوجات إبداعها الفني ابتداء من الرسومات اليدوية الخاصة بالإيتامين والكروشيه والقماش وخيوطه الملونة وإكسسوارات الأثاث المنزلي والألبسة، كما تتميز طريقة التقديم كونها جمالية، وأما بالنسبة للأطفال، فيشاركون بإعداد حلويات العيد، بالإضافة إلى لعبة الحظ التقليدية التي يفوز بها الرابح بهدية من المعرض.
ومن المشاركات سالي عوّيكة، طالبة هندسة عمارة، التي أخبرتنا بتنمية موهبتها في الرسم على الخشب والشموع والفخار وتفنّنها في الإكسسوارات، بالإضافة إلى أعمال تعتمد على “قص الليزر”.
وبدورها، قالت ليزا عرقجنجيان: “أفضل تقديم إكسسوارات فنية مميزة، تعتمد على الذوق، وهوايتي الحجارة خصوصاً الفيروز”.
وعلى طاولة أخرى، نشاهد الرسوم على الزجاج والأدوات المنزلية، وقريباً منها، طاولة “ماكياج”، كما يتباهى صابون الغار بروائحه مثل النعناع.
وفي مكان آخر، تزدحم الطاولة بألعاب ودمى مميزة مصنوعة يدوياً تقدمها رانيا حمصاني، بينما يقدم زوجها عماد سباغ منحوتات خشبية مزيّنة بالأشرطة الملونة والإكسسوارات المعبّرة عن العيد الذي تكمله طاولات الضيافة بأسلوبها الفني.
والملفت أن كنيسة النبي الياس كما الكنائس الحلبية الأخرى تتميز بمعمارها الحلبي الفني، ونباتاتها الخضراء، وأزهارها، واهتمامها باستراحة “مقهى” هادئة تطل منها زاوية الكتب بعدة لغات،واتساع فسحتها للطمأنينة وتفرعها إلى الغرف الخاصة بالعبادة، والسلالم بدرجاتها الحجرية ومنها الدرجات المؤدية إلى المسرح الذي يقام فيه المعرض.