الجلاء بعيون وقلوب المواطنين الأرمن
حلب – غالية خوجة
يحتفي المواطنون السوريون عموماً في هذه الأيام بالعديد من المناسبات، منها عيد الفصح، والذكرى الـ109 للإبادة الأرمنية، وعيد الجلاء، وذلك من خلال فعاليات ثقافية وفنية عديدة، منها احتفالية أقامتها مدرسة بني تغلب الأولى على مسرح نقابة الفنانين بعنوان “شمس السريان على مر الزمان”، صاحبها الاحتفال بمرور قرن على تشييد كاتدرائية مار أفرام السرياني، تضمنت رسالة لقداسة البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني بثّت من خلال الفيديو، وكلمة ألقتها الملفونيتو صبرية الياس ـ مديرة المدرسة، وفيديو توثيقي يحكي عن مراحل تطور الكاتدرائية والمدرسة، ومسرحية غنائية وطنية وكنسية، وتراتيل، وقراءة قصائد، باللغات السريانية والعربية والإنكليزية والفرنسية. قدمها دار طلبة المطرانية، وكورالها “شمس”.
كما احتضن مسرح الجمعية الخيرية العمومية الأرمنية محاضرة نظمتها اللجنة الثقافية لجمعية الشبيبة الأرمنية للدكتور سركيس بورنزسيان بعنوان “الحضور الأرمني في سورية”، تحدث فيها عن جذور الشعب الأرمني ـ السوري تاريخياً، وكيف ارتبط بالهوية السورية ونهضتها وحضارتها عبْر القرون الطويلة، وساهم في مختلف المجالات الحياتية السورية، ملفتاً إلى العديد من المحاور، منها: الهجرة بمراحلها التي بدأت منذ ما قبل القرن التاسع عشر، وشهدت خمس موجات، تلتها مرحلة ما بعد القرن التاسع عشر، بعد مؤتمر برلين، وشهدت ثلاث موجات كبيرة، وموضحاً أن الهجرة كانت الدافع للبحث عن الأمان الذي وجدوه في وطنهم سورية، بالإضافة إلى أسباب أخرى، منها اقتصادية وسياسية ودينية وأهمها الحج إلى القدس الشريف، والتي جعلتهم ينشؤون دُور استقبال في كل من دمشق واللاذقية وحلب مثل “الهوكيدون ـ البيت الروحي”، ومع مرور الزمن تحولت هذه الدُور إلى أديرة.
وتوقف بورنزسيان عند العلاقات السورية ـ الأرمنية العميقة والعريقة خلال المراحل التاريخية وعلى كل الصعُد، مؤكداً التداخل الأصيل الثابت والمتجذر منذ أيام طريق الحرير، وصولاً إلى زمننا المعاصر، وهو ما تعكسه الأبعاد التجارية والصناعية والفكرية والثقافية والإعلامية والفنية والعلمية والمعمارية والسياسية والموسيقية والوطنية والبنية الحياتية التي ساهمت في النهضة العربية، مستذكراً أسماء الكثير من الأعلام والشخصيات المؤثرة، مثل أديب اسحاق، رزق الله حسون مؤسس صحيفة “مرآة الأحوال”، هنري هندية وفتح الله آسيون والدكتورة نظيرة سركيس.