حراك انتخابي استثنائي.. هل يقود للتغيير؟
يونس خلف
بعد الإعلان عن اجتماع اللجنة المركزية الموسع لحزب البعث العربي الاشتراكي، السبت القادم، لمناقشة القضايا المطروحة على جدول أعماله وانتخاب لجنة مركزية وقيادة مركزية ولجنة الرقابة والتفتيش وأمين سر اللجنة المركزية، ثمّة تساؤلات وتأملات وترقب للمأمول من هذا الاجتماع، إضافة إلى قضية لافتة خلال الأسابيع الماضية، وهي هذا الحراك الانتخابي الاستثنائي على امتداد مساحة الوطن، حيث التواصل بين الرفاق الناخبين والمرشحين من مختلف الفروع، وتبادل الأفكار والآراء وتقديم التصورات عن آليات العمل التي من شأنها تطوير الأداء الحزبي؛ ولولا هذا الحراك الانتخابي الواسع، سواء عبر الزيارات أو شبكات التواصل، لما حصل هذا التعارف والتواصل وتبادل الأفكار.
ولعل أولى القضايا المتداولة التي تسبق الاجتماع الموسع تتصل بموضوع التغيير، والسؤال دائماً: هل من جديد في الانتخابات التي جرت على مرحلتين؟ وهل ثمّة مؤشرات على التغيير؟ مع التأكيد هنا أن نظرتنا يجب ألا تقتصر على تغيير البعض من كوادر الحزب وقياداته، وإنما يتسع التغيير المأمول إلى التفكير والرؤى وآليات العمل؛ فالجدي هو من يقدم ما هو جديد وليس شكله واسمه، ومن يتأمل ويفكر ويقرأ من بعيد، ومن خارج المشاركين في الانتخاب والترشيح، يمكن أن يستنتج أهمية ومعاني ودلالات ما حصل حتى الآن، ويبني عليه المأمول من مخرجات الاجتماع الموسع.
نعتقد أن التغيير قد حدث بالفعل، ولا سيما لجهة إجراءات وآليات الممارسة الحزبية، وإن كان هناك بعض الملاحظات، لكن أولى مؤشرات القوة توسيع المشاركة الحزبية وإفساح المجال وتهيئة الظروف المناسبة للمشاركة في الانتخابات، الأمر الذي يجعل العمل الحزبي أكثر تأثيراً وفاعلية ويعيد للحزب ألق الحضور الشعبي كما كان في البدايات الأولى لتأسيسه.
ومن المؤشرات أيضاً الآليات المقرّرة لانتخاب قيادة جديدة ووضع ضوابط تحول دون تفشي المحسوبية وإعادة الثقة والمصداقية للعلاقة بين قيادات الحزب والمجتمع.
كذلك، لا بد من التوقف والتأمل بموضوع الانتخاب والتعيين في اللجنة المركزية، وهي خطوة متقدمة للتعامل بموضوعية مع واقع الحال، ولا سيما عمليات التدخل التي تجري في بعض الانتخابات أحياناً، أو بسبب انعدام ثقافة الانتخاب وتحمل الناخب لمسؤولياته، وخاصةً في بعض المناطق، حيت تفوز شخصيات بعدد الأصوات، لكنها تسيء إلى فكر ونهج الحزب، لذلك جاء المزج بين الانتخاب والتعيين.
الأمر الآخر ما ركّز عليه الرفيق الأمين العام للحزب في الجانب التنظيمي والفكري، وضرورة اهتمام المؤسسات الحزبية والبعثيين كافة بالمستجدات المعاصرة، ولا سيما التي أفرزتها الحرب على سورية، وأهمية النظر في موقع الحزب في المجتمع والدولة.
ولعل من أولى الأولويات اليوم تطوير أشكال الحضور الحزبي في المجتمع، والمشاركة في الفعاليات والهموم الاجتماعية بين الناس انطلاقاً من أولوية العمل الاجتماعي لدى الحزب.
أيضاً الرفيق الأسد يركز دائماً على أهمية الحوار؛ لأنه من خلال الحوار تكون هناك إجابات عن الأسئلة التي يطرحها الناس، وتكون هناك تصورات للحلول والأفكار والخطط عبر العمل المؤسساتي. وإذا كنا نفتقد حتى الآن لآليات عمل خاصة بالحوار وتفعيله وجعله من أولويات أي برنامج أو نشاط، سواء في عمل الحكومة أو المنظمات والنقابات، فيجب أن يتبنى الحزب قيادة وتنظيم وتوسيع ثقافة الحوار، ولذلك فالضرورة تقتضي أن يكون الحوار ضمن منهجية العمل، وأن يكون الحوار منظماً ومنهجياً للوصول إلى المخرجات المأمولة، بما يجعل الحزب أكثر حضوراً وفاعلية من خلال توسيع وتعميق جماهيريته.