وعود على وعود!!
غسان فطوم
في عيد العمال الذي صادف يوم أمس تكثر كلمات المديح والثناء بحق العمال على الجهود التي يبذلونها في مواقع العمل، ويشدد الاتحاد العام لنقابات العمال في بيانه السنوي المعتاد على مواصلة الدفاع عن حقوقهم ومكتسباتهم ومصالحهم.
لا شك أن “الاتحاد” صوت قوّي للعمال، فهو يضغط بكل إمكاناته من أجل تحسين الواقع المعيشي والخدمي الصعب الذي تعيشه الطبقة العاملة بسبب محدودية الرواتب والأجور، وقلة الحوافز. ولا نريد أن نذهب بذاكرتنا بعيداً للدلالة على ظلم حقوق شريحة كبيرة من العاملين في الدولة، فما حصل منذ أكثر من شهر بتأجيل العمل بنظام الحوافز – الذي تغنينا به كثيراً – أحبط العمال الذين كانوا يمنون النفس بحوافز مجزية تحت وطأة ظروف معيشية ضاغطة، وما زاد الطين بلة فقدان مظلة الأمان، أو الضمان الصحي بعد رفع أسعار الأدوية، وأجور العمليات الجراحية، والمعاينات ما زاد وضع الطبقة العاملة سوءاً على سوء.
في الأول من أيار، كان العمال ينتظرون أن يجدوا صدى لصرخاتهم المدوية في مؤتمراتهم من خلال المتابعة الجدّية والاهتمام بعيداً عن لغة التسويف وعن الاستعراض أمام عدسات الكاميرات ومواقع التواصل الاجتماعي. وعيد العمال بما يحمله من معانٍ ودلالات، من المفروض أن يكون مناسبة كريمة عامرة بالعطايا من خلال التعبير عن تقديرنا للعاملين بالعمل على الأرض لجهة تحسين واقعهم المعيشي وبيئات عملهم التي تحولت في بعض المؤسسات إلى عامل طارد لأصحاب الكفاءات، على عكس ما يحدث في مؤسسات القطاع الخاص الذي يستفيد من هذه الثغرة في اصطياد وسرقة أفضل الخبرات بإغرائهم بأجور مجزية!
عيد العمال يجب أن يكون فرصة لإحياء المطالب المشروعة، وحافزاً للتغيير في آلية التعاطي مع قضايا العاملين التي شهدت تراجعاً خطيراً كالتي تتعلق بالسكن الوظيفي اللائق والضمان الصحي للمتقاعدين وغيرها، فمن الظلم أن يخرج العامل بعد 32 سنة من الخدمة عاجزاً عن تأمين ثمن أدوية.
بالمختصر، عمالنا شبعوا وعوداً وتبريرات واهية ما زالت تقف سداً أمام تحقيق مطالبهم العادلة!!