ثقافةصحيفة البعث

“فرقة دمشق” تحتفل باليوم العالمي لموسيقا الجاز

ملده شويكاني
من المعروف أن موسيقا الجاز نشأت في أمريكا في المجتمعات الإفريقية – الأمريكية في بدايات القرن الماضي وكانت موسيقا شعبية، لكنها تطورت وانتشرت في كل العالم، وأصبحت موسيقا راقصة، وتفرعت عنها أنماط موسيقية مختلفة تعتمد على بعض الارتجالات ضمن بنائها، مثل الجاز الحر ومن ثم الجاز فيوجن.
ولموسيقا الجاز تأثير كبير في الموسيقا التصويرية، فارتبطت بأنواع من الأفلام الأمريكية، كما أنتجت عنها بعض الأفلام التوثيقية التي تُعنى بالسير الذاتية لأشهر مؤلفيها، مثل فيلم “ميلز أهيد -أمامنا أميال” عن حياة أسطورة موسيقا الجاز “مايلز ديفيس”.
وفي كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي لموسيقا الجاز في الثلاثين من نيسان، وقد احتفلت “فرقة دمشق لموسيقا الجاز” بقيادة عازف الترومبيت المايسترو دلامة شهاب بأمسية في دار الأوبرا بحضور وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوّح، جمعت بين الموسيقا الآلية والغنائية بمشاركة أليسار جمعة ولانا علوش ويوسف شرباتي.
واختار المايسترو دلامة شهاب أنماطاً مختلفة من موسيقا الجاز المتنوعة الهادئة والمتوسطة والحيوية الصاخبة للجاز الحر والجاز فيوجن والهارد بوب وغيرها، على تأثير آلة الساكسفون الأكثر التصاقاً بموسيقا الجاز، إلى جانب آلات فرقة دمشق المؤلفة من الآلات النفخية النحاسية الترومبيت والبوق والتوبا والنفخية الخشبية الفلوت والكلارينيت مع البيانو والغيتار والدرامز والإيقاع، بمشاركة عازف الساكسفون أحمد ناصح، كما تناوب العزف على البيانو لانا علوش وقيس الصفدي.
وتميزت الأمسية بارتجالات للدرامز والإيقاع خاصة مع صولوهات للآلات بالتتابع وفق الأغنيات والمقطوعات.
افتُتحت الأمسية بمقطوعة “سينك- سينك- سينك” لـ”بوني كود مان”، بتأثيرالإيقاع ومن ثم ارتجالات الدرامز تمهيداً لدخول آلات الفرقة، وقد تخلل فاصل إيقاعي ألحانها الحيوية الصاخبة مع امتدادات لحنية للساكسفون بجمل لحنية طويلة إلى جانب الترومبيت والفرقة.
لتتغير الأجواء مع الجاز الهادئ وأغنية “باك تو باك ـ المتابعة” لـ”إيمي ون هوسي”، بصوت أليسار جمعة بدور البيانو والترومبيت، أما أغنية “فيلنك كود ـ شعور جيد” لـ”ميشيل بيوبل”، بصوت يوسف شرباتي، فتميزت بصولو الفلوت وضربات الدرامز الخفيفة، لتمضي الألحان مع الساكسفون والترومبيت والبيانو والفرقة ككل.
وشغل فاصل البيانو حيزاً في أغنية ليمبو جاز، لديوك إيلنكتون، بأداء لانا علوش، ليعزف قيس الصفدي على البيانو في هذه المقطوعة ذات الإيقاعات السريعة، ثم مقطوعة “مام بوب” لـ”آرتو ساندوفال”، وأخذ فيها الترومبيت دوره كلحن أساس، وجاءت مقطوعة “شيكن” لـ”جاكو باستوريز”، ببداية مختلفة بامتدادات لحنية، وشكّلت النحاسيات كتلة واحدة، تخللها فاصل غيتار.
ومن ثم غنت لانا علوش أغنية “ميد أباوت يو- صنع لأجلك” لـ”هوفير هونس”، وعزف قيس الصفدي على البيانو.
وكان للأغنية الشهيرة “كيلنك مي سوفت وز هز سونك- يقتلني بهدوء بأغنيته” لـ”شارلز فوكس”، بغناء ثنائي بالتناوب بين علوش وجمعة تأثير على الجمهور، واختتمت بصوت يوسف شرباتي بأغنية “أنزر ستار -ستار آخر” لـ”ستيف وندير”.
وفي حديث “البعث” أوضح عازف الفلوت هادي الخياط الذي قام بالتوزيع لمقطوعات البرنامج، أن التخيّل هو العنصر الأول بالتوزيع الموسيقي، الذي يعتمد على التلوين الموسيقي، وعلى كيفية نقل المقطوعة إلى المسرح بعد سماعها إلكترونياً، بالإضافة إلى الدراسة الأكاديمية للهارموني.
وأجاب عن سؤالي على الاعتماد على الصولو، بأن موسيقا الجاز تتسم بحرية التعبير، فتكتب مساحة للصولو بما يتناسب مع قدرة العازف وبما يتناغم مع بقية الآلات.
وعن دور آلة التوبا، عقب: “هي آلة بيست وصوتها ضخم، فنحتاج إليها لمساندة آلات الفرقة أكثر من الصولو”.
كما أشار المايسترو دلامة شهاب إلى أهمية الاحتفال باليوم العالمي للجاز، وقال: “ونحن كجزء من هذا العالم نحتفل اليوم مع فرقة دمشق لموسيقا الجاز، التي تضم موسيقيين محترفين درسوا الموسيقا بشكل خاص، بالإضافة إلى طلاب من المعهد العالي للموسيقا وصلحي الوادي”.
وعن اختياره الافتتاحية “سينك- سينك- سينك”، أشار إلى أنها قديمة تعود إلى 1939، وهي أول مقطوعة تحكي عن تاريخ الجاز، كما نوّه إلى اختياره “ستايلات” معينة من لاتين جاز وفانك وريغي وسول، وكان ينوي إدخال العود إلى مقطوعة ليمبو جاز وتقديمها برؤية أخرى.