وسط إدانة دولية وأممية وإنسانية… قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم رفح
البعث- تقارير
في تطور ينذر بكارثة إنسانية كبيرة، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي معبر رفح جنوب قطاع غزة وأغلقته بالكامل، وأوقفت حركة المسافرين ودخول المساعدات إلى القطاع ما يهدد بتفاقم الكارثة الإنسانية.
وذكرت وكالة وفا أن دبابات وآليات الاحتلال اقتحمت المعبر فجر اليوم وسط إطلاق كثيف للقذائف والنيران على مبانيه، واحتلته بشكل كامل ومنعت تنقل المسافرين ومعظمهم مرضى وجرحى.
كذلك استشهد 20 فلسطينياً وأصيب العشرات نتيجة قصف الاحتلال منازل في حي الجنينة شرق مدينة رفح وحيي الهمص وسطها وتل السلطان غربها، فيما يتواصل القصف الصاروخي والمدفعي وإطلاق النيران من مسيرات الاحتلال على المناطق الشرقية من رفح بشكل مكثف وعنيف.
وحذّر الهلال الأحمر الفلسطيني من أن اجتياح الاحتلال لمدينة رفح يهدد حياة الآلاف ويفاقم الوضع الصحي والطبي المتهالك، مبيناً أنه لا مكان آمناً في غزة يتسع لاستيعاب مليون ونصف مليون فلسطيني موجودين في رفح.
من جانبها أعلنت الصحة الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الساعات الـ 24 الماضية 6 مجازر في قطاع غزة وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 54 شهيداً و96 جريحاً.
في الأثناء، أكدت الفصائل الفلسطينية أن اجتياح الاحتلال الإسرائيلي مدينة رفح جنوب قطاع غزة وإغلاقه معبري رفح وكرم أبو سالم يكشف نواياه بارتكاب مجازر وكارثة إنسانية، مطالبة المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية بالتدخل لوقف حرب الإبادة ولجم الاحتلال عن إرهابه.
في سياق متصل، أكدت رئاسة السلطة الفلسطينية أن احتلال “إسرائيل” لمعبر رفح البري في قطاع غزة والتهديد بتهجير الفلسطينيين من مراكز الإيواء وأماكن سكنهم ومنع موظفي الأمم المتحدة من دخول القطاع هي جرائم حرب يجب محاسبة الاحتلال عليها، مطالبة الإدارة الأميركية بالتدخل الفوري لمنع قيام سلطات الاحتلال من اجتياح رفح وتهجير الأهالي منها، وخاصة أن معظمهم من النازحين من شمال ووسط القطاع جراء حرب الإبادة التي يتعرضون لها منذ أشهر طويلة، وسط صمت دولي غير مقبول.
كما حذّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة “أونروا” من استمرار توقف دخول المساعدات إلى قطاع غزة، عبر معبر رفح، مؤكدة أن استمرار توقف دخول المساعدات وإمدادات الوقود عبر معبر رفح سيوقف الاستجابة الإنسانية الحرجة في جميع أنحاء قطاع غزة، تزامناً مع إعلان “إسرائيل”سيطرتها على الجانب الفلسطيني من المعبر.
عربياً، حذّرت سلطنة عمان من مغبة اجتياح الكيان الإسرائيلي لمدينة رفح الفلسطينية، مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للقانون الدولي ولحق الشعب الفلسطيني، وأعربت وزارة الخارجية العمانية في بيان لها عن بالغ القلق لاستمرار العدوان الوحشي الذي تشنه سلطات الكيان الإسرائيلي على قطاع غزة وجرائم الحرب والإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل في الأراضي الفلسطينية المحتلة وطالبت بوقفها فوراً.
وعلى الصعيد الدولي، أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون دعمهما إقامة دولة فلسطينية مستقلة كحل للصراع في الشرق الأوسط، وأعرب الرئيس الصيني عن استعداد بكين للعمل مع الاتحاد الأوروبي لدعم عقد مؤتمر سلام دولي أوسع نطاقاً وأكثر موثوقية وفعالية بشأن الصراع في الشرق الأوسط في أقرب وقت ممكن.
وأشار البيان إلى أن الرئيسين عبرا عن معارضتهما الشديدة لأي عملية عسكرية يشنها الاحتلال الإسرائيلي في رفح ومحاولات التهجير القسري للفلسطينيين.
فضت الشرطة الهولندية بالقوة احتجاجات مؤيدة للشعب الفلسطيني في جامعة أمستردام، واعتقلت عشرات المتظاهرين الذين تمركزوا داخلها منذ أمس، وقالت الشرطة: إنها أنهت مظاهرة في جامعة أمستردام في وقت مبكر من اليوم، واعتقلت نحو 125 شخصاً، مبررة استخدام القوة بالزعم أن عناصرها اضطروا إلى التحرّك لوقف الحدث وتفكيك الخيام التي نصبها المتظاهرون.
وفي باريس، تواصلت الاحتجاجات الداعمة لفلسطين والمنددة بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث أغلق الطلاب صباح اليوم مدخل المقر الرئيسي لمعهد ساينس بو العريق للعلوم السياسية لفترة مؤقتة، حيث استخدموا حاويات القمامة وقطع أثاث ودراجات هوائية لسد مدخل المقر الواقع في العاصمة. كما أن 10 طلاب يواصلون إضراباً عن الطعام منذ الجمعة الماضية بعدما أخلت القوى الأمنية مقر الجامعة.