الولايات المتحدة تسير نحو السقوط
تقرير إخباري
لا شكّ أن جميع المؤشّرات باتت تؤكّد بشكل أو بآخر أن الولايات المتحدة لم تعُد قادرة على السيطرة على كثير من الأمور في هذا العالم، فقد كشفت تقارير صادرة عن مؤسسات بحثية أن الولايات المتحدة تواجه فترة من التراجع من غير المرجّح أن تتعافى منه بسبب الافتقار إلى فهم مشترك للمشكلة وسبل حلها.
وهذا بالضبط ما ذهب إليه الكاتب في صحيفة “واشنطن بوست”، ديفيد إغناتيوس، استناداً إلى تقرير جديد صادر عن مؤسسة “راند” البحثية، حيث قال: إن “الولايات المتحدة ربما تقترب من انحدار لم يتعافَ منه سوى القليل من القوى العظمى”، مضيفاً: إن الولايات المتحدة “ليس لديها حتى الآن فهم مشترك للمشكلة وكيفية حلها”.
فالقدرة التنافسية للولايات المتحدة مهدّدة على الصعيدين المحلي والدولي، وهي لم تعُد تحظى بالاحترام كقوة من جانب العشرات من البلدان النامية، في ظل المنافسة من جانب الصين، فضلاً عن استهتار الكثير من القوى النامية في العالم بقدرة الولايات المتحدة على الدفاع عن مصالحها، حيث تواجه مثلاً نوعاً من هذا الاستهتار في الشرق الأوسط، كما في اليمن، على سبيل المثال لا الحصر.
وقال إغناتيوس: إن عدداً من المشكلات الأخرى يمكن ملاحظتها اليوم مثل تباطؤ نمو الإنتاجية، و”التوتر العسكري المفرط” والاستقطابات في النظام السياسي في الولايات المتحدة.
وأشار الكاتب إلى أنه إذا لم يتمكّن الأمريكيون من العثور على قادة جدد والاتفاق على حلول تناسب الجميع، فسوف تنهار الولايات المتحدة، وتدخل في “دوامة هبوطية”، حيث نادراً ما تمكّنت القوى العظمى في الماضي من عكس هذا الاتجاه أي من إعادة الصعود.
وفي ظل الوضع السياسي الداخلي المتوتر وحالة الاستقطاب التي تمرّ بها الولايات المتحدة، والمنافسة الشديدة التي تواجهها من الصين، وكذلك أزمة الإنفاق الحكومي التي باتت تتكرر، تجاوز إجمالي الدين الأمريكي للحكومة الفيدرالية 34 تريليون دولار، وهو رقم قياسي ينذر بالتحدّيات السياسية والاقتصادية التي ستواجهها الإدارة الأمريكية في الأعوام المقبلة.
وعموماً، لا يستطيع الكاتب ولا حتى جميع المراكز البحثية الأمريكية التحدّث عن طفرة يمكن أن تقود إلى صعود آخر للإمبراطورية الأمريكية في المدى المنظور، وذلك أن عمر الإمبراطورية الافتراضي قد انتهى، وهي تسير فعلاً في طور الهبوط، وما يمكن أن يفكّر فيه الاستراتيجيون الأمريكيون فقط هو الوصول إلى هبوط بطيء يمنعها من الانهيار الكلي، وضمن السياسات القائمة حالياً لا يمكن التكهّن مطلقاً بإمكانية الصمود كثيراً.
طلال ياسر الزعبي