اتحاد الكتاب يفتتح مقره الجديد بحمص والاستثمار في الواجهة
حمص ـ آصف إبراهيم
بحضور عدد كبير من الكتاب والمثقفين، افتتح، اليوم، مقر فرع الاتحاد الجديد في شارع الغوطة، بعد إعادة التأهيل وإجراء تعديلات غيرت من معالمه القديمة، وأكسته شكلاً معمارياً مختلفاً.
تخلل حفل الافتتاح كلمات ترحيبية للدكتور فاروق سليم عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الكتاب العرب الذي أكد حرص الاتحاد على تطوير فروعه في مختلف المحافظات، بهدف تطوير الثقافة التي نحن بأشد الحاجة إليها اليوم لتجاوز الواقع نحو مستقبل أفضل.
وقالت الشاعرة والأدبية أميمة إبراهيم رئيسة فرع حمص للاتحاد أن تأهيل المقر جاء تماشياً مع النهضة الثقافية التي تشهدها المحافظة، حيث تم توسيع صالة المقر ومكاتبه لتستقطب مزيداً من الأنشطة التي يقيمها فرع الاتحاد.
كما تحدث عدد من الكتاب والأدباء عن علاقتهم بمقر الاتحاد، ودوره في صقل وتشجيع تجاربهم الفكرية والأدبية، وصدحت أصوات عدد من الشعراء بقصائد وجدانية بهذه المناسبة.
واختتم الحفل بوصلات غنائية طربية قدمها عدد من فناني المحافظة من فرقة “دوحة الميماس”، منهم المغنيين وجيه الحافظ وطلال الفصيح يرافقهما الفنان جهاد شرفلي على آلة العود، ورائد عواني على الرق، الذين قدما باقة من الأغاني الفلكلورية والطربية القديمة.
يذكر أن إعادة تأهيل المقر وطرح جزء منه للاستثمار التجاري، الأمر الذي لم يشار إليه في الحفل، يطرح العديد من الأسئلة حول مصير الثقافة بمفهومها المجاني والإنساني الشعبي الذي كانت ترعاه الدولة والمنظمات الشعبية والأهلية في ظل الظروف الاقتصادية الضاغطة التي ترخي بظلالها على مختلف مناحي حياتنا، فقد شمل التغيير في المقر الجديد، وطرح واجهة البناء المطلة على شارع الغوطة ـ الشارع الأجمل في المدينة من حيث الهندسة الإنشائية والجماليةـ، للاستثمار التجاري كمحلات تجارية تسهم في تحسين المردود المادي للاتحاد، بما ينعكس إيجابياً على الأنشطة الثقافية والمكافآت المادية للباحثين والمفكرين الذين نأمل منهم إغناء فعاليات الاتحاد، ببحوث ومحاضرات وفعاليات أدبية مهمة، والتخلي عن الاستسهال والاقتباس والتكرار الرتيب الذي عودونا عليه خلال السنوات العشر الماضية حيث كان التكرار والاستنساخ والاقتباس عن مواقع وصفحات الشابكة واجترار محاضرات وأبحاث قديمة، هو سيد المشهد الثقافي، وبشكل فاضح فيه الكثير من الاستخفاف بعقول من يتكلف عناء الطريق للوصول إلى مقر الاتحاد وتلقي ثقافة يفترض أنها ذات قيمة مضافة!..
ولا يقتصر تأثير الوضع الاقتصادي على التكوين الثقافي بمفهومه المجاني على خطوة ومشروع اتحاد الكتاب العرب فقط، فقد سبق لوزارة الثقافة ممثلة بمديرياتها بالمحافظات أن فرضت رسوماً لقاء حضور فعاليات فنية ترعاها الوزارة، بعد أن كانت أبواب المراكز الثقافية مشرعة أمام كل من يرغب بارتيادها مجاناً، وهذا، بلا شك، يحدث شرخاً في البنية الاجتماعية الثقافية على الرغم من رمزية الرسم الذي تفرضه قياساً بالأسعار الرائجة هذه الأيام، لكن الحالة المعيشية لم تترك للكثير من الفئات الاجتماعية أي خيارات ترفيهية كانت المراكز الثقافية المجانية تعوضها سابقاً،قبل أن تدخل هي الأخرى ضمن توليفة الاصطفاف الاجتماعي، والاستثمار المادي..
وقد أصبحت مقولة “ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان” أمر واقع إذا عوضنا الخبز ثقافياً،حيث باتت متطلبات الحياة فوق كل الاحتياجات الأخرى، وفي مقدمتها الثقافية والترفيهية.