محمد دبدوب: التكريم يعزز ثقة الشاعر ويثري شعره
حمص ـ عبد الحكيم مرزوق
لدى الشاعر محمد دبدوب ست مجموعات شعرية مطبوعة هي “الهدية 2002″ و”رسائل شعرية 2003″ و”ذاب الجليد 2005″ و”تحت سدرة الملتقى 2006″ و”أين كان الحب 2007” و”قالت أحبك 2008″، ولديه مخطوطات كثيرة يمكن أن تكوّن مجموعتين شعريتين، وقد توقف عن الإصدار بسبب الحرب الكونية على سورية، بالإضافة إلى التكاليف الباهظة حالياً، ولديه قصائد منشورة في العديد من الصحف والمجلات العربية والمحلية.
الشاعر دبدوب من مواليد مدينة حمص، وكان والده صاحب مكتبة “ميسلون”، وهذا من الدوافع التي جعلته يحب ويتعلق بالقراءة والأدب على حسب تعبيره، يوضح: “بدأت الكتابة عندما كنت في المرحلة الثانوية، كنت أتعثر وأمزّق وأحاول وأقرأ، لم أيأس أبداً من التخطيط لمشاريع مستقبلية وخاصة المشاركة في أي مسابقة شعرية محلية أو عربية، وخاصة المسابقات التي تثير الحفيظة الوجدانية أو القومية أو الدينية، قريبة أو بعيدة ولا أحب حرق المفاجآت، .والأمل كبير في الفوز”.
ويضيف: “وجدت نفسي تواقاً لموسيقى الشعر منذ الصغر عبر قراءاتي الكثيرة لشعراء الجاهلية، وشعراء العصر الإسلامي والعصر الأموي والعباسي وصولاً لعصرنا الحاضر، فكان اهتمامي بالشعراء الصعاليك أولاً ثم حسان بن ثابت مروراً بالمتنبي وأبي تمام وأبي فراس، ووصولاً إلى أعلام الأدب الحديث مثل عمر أبو ريشة، وبدوي الجبل، والشاعر القروي، وأخيراً وليس آخراً الشاعر نزار قباني، كما قرأت لعدد كبير من الشعراء المعاصرين واقتديت بهم سواء أكانوا مشهورين أم مغمورين فقد تعلمت منهم الكثير، وكنت كمن يقطف من كل بستان زهرة وأسعى إلى تطوير شعري من خلال مجاراة القصيدة والسجال في مضمار الحياة والأدب حتى أصقل تلك القصيدة وأخرجها إلى النور متكاملة في منظوري الشخصي لكي تملأ أعين القراء.
ويقول دبدوب: “أساس الشعر هو ما يُكتب ليحفظه ويتناقله القراء وأحرص على البساطة اللفظية مع الجزالة لتصل فكرتي إلى الجميع، ويعجبي وأتعلم من كل من يكتب الشعر، أما أنا فمن من هواة الشعر العمودي وابنه الحقيقي شعر التفعيلة الذي أستطيع أن أصب أفكاري و مفرداتي ومعانيّ بقالب موسيقي شيق كما أراه في منظوري الشخصي”.
وحول الموضوعات التي يختارها ويجد نفسه فيها يقول: “بالدرجة الأولى الغزليات والوجدانيات، ومن ثم آثرت الشعر الحماسي الذي تأجج في داخلي نتيجة الحرب الكونية التي عصفت ببلادنا وكتبت عن العدوان الصهيوني على غزة والذي جعل شعري غني بمعاني المقاومة وبطولاتها وما تحققه في الميدان من بطولات جعلتني أوثّق ذلك شعراً تأجج في داخلي”.
وعن الأوقات المناسبة لقرض الشعر، يحدثنا: “في كل حالاتي الإنسانية أتحدى ذاتي وأتجاوز همومي ومشاغلي الفكرية لأعبر عن هذه الحالات وأصيغها شعراً، أنفث فيه مشاعري وأحاسيسي، وأحياناً أمزق ما كتبت وأغلب الأحيان أوثّق قصيدتي في الكرّاس الخاص بالمخطوطات المعدّة للنشر”.
شارك دبدوب في مسابقة “شهداء العزة” التي أقامتها مؤسسة البابطين بقصيدة عن القضية الفلسطينية، يوضح: “تمت مراسلتي من قبل المؤسسة لإرسال سيرة ذاتية مع بعض قصائدي مع صورة شخصية لتسجيلي في معجم البابطين ج9 ، وهذا بحد ذاته فوز لي بالوصول إلى التوثيق في أحد أهم المعاجم على المستوى العربي”.
ويضيف: “التكريم كالخميرة للشاعر يسهم في رقي قصيدته، وقد شاركت بعدد كبير من الأمسيات والأصبوحات الأدبية، وهذه المشاركة كان لها أثر طيب بتعرفي على أكبر عدد من القراء والحضور، ومن ثم تكريمي، وكل التكريمات التي حصلت عليها جعلت ثقتي بقلمي أكبر وأثْرَت في إحساسي بقيمة شعري، ما أثرى شعري الموجّه لكل الفئات الاجتماعية من القراء من خلال اتباعي الطريق السهل الممتنع”.