النصيرات.. جريمة موصوفة بتنفيذ أمريكي
تقرير إخباري
كشفت مجزرة مخيم النصيرات مرة أخرى الدور الأمريكي المفضوح في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ أكثر من ثمانية أشهر، من عمل وتخطيط وإمداد بالسلاح والذخيرة والجنود والعمليات والإعلام للحفاظ على “إسرائيل” – ثمرة المشروع الغربي- ومنع وقوعها تحت ضربات المقاومة.
لقد كانت الدعاية الأمريكية، وحديث الرئيس جون بايدن عن سعيه لإنجاز اتفاق ينهي الحرب في غزة ليس إلا ذر للرماد في العيون، ومحاولة لإطالة أمد العدوان، بل الترويج أنه بالحرب والآلة العسكرية الفتاكة يمكن استعادة الأسرى الصهاينة من المقاومة، وهذا ما أكده معظم المسؤولين الأمريكيين في تصريحاتهم بعد المجزرة. أما ما يسقط من أبرياء من شهداء وجرحى من الفلسطينيين فهم، كما قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، موجودون في منطقة العمليات وبالتالي لا مجال لتفادي وقوع ضحايا.
بالعودة إلى المجزرة، والدور الذي قامت به واشنطن، فقد أوضح الإعلام الأمريكي والغربي حجم التخطيط والعمل الكبير الذي اضطلعت فيه القوات الأمريكية التي تتواجد تحت غطاء إنساني في ميناء غزة العائم، من خلال استخدام شاحنات المساعدات كـ “حصان طروادة” للدخول إلى وسط المخيم من دون تفتيش وبداخلها قوات خاصة “إسرائيلية من وحدة اليمام” مع حديث في الإعلام عن وجود قوات أمريكية من وحدات “دلتا” المتخصصة بتحرير الرهائن الموجودة في القطاع منذ اللحظة الأولى لطوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول الفائت، حيث أوضحت وسائل الإعلام أن الجيش الأمريكي خطط للعملية وانتظر من يوم الثلاثاء حتى يوم السبت لتنفيذ العملية، مبينةً أن العملية عززت الموقف الأمريكي والإسرائيلي بعدم التوصل إلى اتفاق يعيد الرهائن وأن العمل العسكري قادر على تحقيق ذلك.
وعليه فما كشفه الإعلام الغربي عن تفاصيل العملية يؤكد مرة أخرى الهلع الأمريكي من سقوط “إسرائيل” ومحاولته استغلال أي فرصة من هذا النوع للترويج بأنها مازالت تمسك بزمام الأمور، وأن الأهداف التي تم الإعلان عنها في بداية العدوان ما تزال صالحة للتنفيذ بعد ثمانية أشهر، ولكن ماذا عن المقاومة، هل سلمت بما سماها الإعلام الانتصار الكبير لـ “نتنياهو” وعصابته المتطرفة؟
رأت المقاومة أن مجزرة النصيرات هو دليل دامغ على التورط الأمريكي المباشر في العدوان على غزة، وأن ما هلل له الإعلام الإسرائيلي والغربي، هو جريمة حرب مركبة وأول من تضرر بها هم أسراه وهو تأكيد على الفشل الذريع لواشنطن وتل أبيب التي لم تترك نوعاً من الأسلحة والتقنيات والأقمار الصناعية التي بحوزتها إلا واستخدمته منذ ثمانية شهور ولم تستطع الوصول إلى نتيجة، وأن عملية الاحتلال في النصيرات لن توثر على صفقة التبادل، فلا تبادل دون تحقيق شروط المقاومة، مؤكدةً أن المقاومة ثابتة وراسخة في الأرض، وما حدث لن يثنيها عن متابعة عمليتها في مجابهة العدو حتى تحقيق الانتصار ودحره عن أرض غزة وفلسطين.
سنان حسن