فوته بدأ المشروع وكوبر خرج بالأساسات واتحاد الكرة الرابح الأكبر
دمشق- سامر الخيّر
انتهى عصر المدرّب الأرجنتني لمنتخبنا الأول هيكتور كوبر بأبشع طريقة ممكنة، ليس لكرتنا فقط وإنما لمسيرته في الملاعب الدولية، فهو لم يتلقَ سلسلة هزائم ونتائج مشينة مع أي منتخب أو نادٍ دربه كما حصل معنا، وقبل الحديث عن مصير اتحاد الكرة أو حتى المكتب التنفيذي، لا بدّ لنا من فتح ملف التعاقدات التي جاء بها اتحاد اللعبة، سواء مع المدرّبين الأجانب أو اللاعبين المغتربين حتى ندرك هول الفساد والإهمال اللذين عرفتهما السنتان الماضيتان.
والبداية ستكون مع التعاقد مع كوبر، على أن نتحدث عن اللاعبين المغتربين وصفقات انتقال اللاعبين المحليين في مادة أخرى، حيث بدأت الحكاية بتعيين المدرّب الهولندي مارك فوته مدرباً لمنتخب الشباب، ثم مديراً فنياً لاتحاد الكرة.. إلى هنا والوضع طبيعي والسيرة التدريبية لمدربٍ صنعَ الكثير مع منتخبي المغرب وجنوب أفريقيا، وخاصةً في فئتي الشباب والأولمبي، إضافةً إلى تدريبه للعديد من الأندية الإنكليزية والاسكتلندية والهولندية والخليجية، والخطة التي قدّمها لتطوير كرتنا، وبناء القواعد بشكل مدروس، أذهلت القائمين على كرتنا – أو هذا ما اصطنعوه – لكن الواقع أن التعاقد مع مارك كان واجهةً للعديد من الصفقات القادمة، والهدف منها، كما تبيّن، تحرير الأموال المجمّدة في الاتحادين الآسيوي والدولي عن طريق العقود، لتنعش هذه الحيلة خزينة الاتحاد وتملأ جيوب قاطني مبنى الهدف.
مارك المغرر به كان يمنّي نفسه بعد تأهله مع منتخب الشباب إلى النهائيات الآسيوية – التأهل الذي غاب 12 عاماً – وفوزه بالمركز الثالث في بطولة غرب آسيا مع المنتخب الأولمبي، أنه على الطريق السليم نحو تدريب المنتخب الأول، لكن ما حصل أن الوقت لم يكن في صالح اتحاد اللعبة، ومطالبات الشارع الرياضي بالتأهل لكأس العالم والوصول بعيداً بكأس آسيا، أجبر أعضاء الاتحاد على تسريع خططهم فكانت جلسات الأخذ والردّ بين أعضاء الاتحاد وسماسرتهم من جهة، والمدير الفني مارك فوته من جهة أخرى. وللأمانة رفض فوته العديد من الأسماء مقدماً حججاً مقنعة، حيث كانت رغبة الاتحاد بالتعاقد مع المدرّب السويدي سفِن إيركسون، لكن رفض مارك الفكرة من الأساس والسبب ابتعاد السويدي عن التدريب لأكثر من 4 سنوات، وطبعاً كان يفضل التعاقد مع مدرّبين هولنديين مغمورين حتى يكونوا مرحلة قبل أن ينضج مشروعه، ويستلم هو الدفة، وهو الذي كان يؤكد تواجد المنتخب إذا ما سار الاتحاد وفق الخطة الموضوعة لتطوير كرتنا، في نهائيات مونديال 2030، وليس قبلها.
كوبر الذي كان ينهي أوراقه مع المنتخب الأوزبكي لم يكن يملك أي عروض، ومع ذلك تردّد كثيراً في الموافقة على التعاقد معنا نتيجة الوضع السيئ الذي تعيشه كرتنا، وما حدث بعد ذلك بدأ يتكشف بشكل جليّ للجميع، فعقده ينتهي بعد هذه المرحلة من التصفيات أي أن واجبه القيام بمهام معينة، فهو أقنع العديد من اللاعبين الذين لهم أصول سورية بطريقة أو بأخرى باللعب لصالح منتخبنا، وهذا الموضوع له جانبان: الظاهر وهو تأهيل منتخب قادر مستقبلاً على تحقيق أهدافنا وطموحاتنا، لكن المخفيّ هو الأموال التي تصرف من وراء هذه الصفقات، من مكافآت ورواتب وسفر وغيرها الكثير.