فاروق سايس: ماكيت الوردة الشامية متناغم مع الثروة التراثية
غالية خوجة
تحتفي سورية بالوردة الشامية كرمز وطني وتراث محلي إنساني عالمي اعتمدتها اليونسكو مع حرفها التراثية، ونراها في كل مكان من تربتنا الطيبة ومناخنا الجميل.. هي سفيرتنا إلى العالم، فتعطّر الأرواح والقلوب، وتطيّب الجروح، وتنعش الدروب، وتدخل في صناعة أدوات التجميل والمنظفات، ولها استخدامات طبية علاجية وصحية وغذائية، وكم تكون سعيدة السيدة السورية حين تشْكُل شعرها بوردة، وتدندن بأغان مشهورة عن الورد، وهي تطبخ مربّى الورد وشراب الورد.
وكلما ازداد الاهتمام بهذه الوردة أكثر شكّلتْ رافداً من روافد أعصاب الحياة الصناعية والاقتصادية والتجارية، وحركتِ البنية الاجتماعية القابلة لاستقطاب الأيادي العاملة في مراحل القطاف والتصنيع الحرفي التراثي والحداثي المتنوع.
وهذه المرة، تحضر الوردة الشامية كـ “ماكيت” في معرض الزهور بدمشق المستمر حتى الرابع من تموز الحالي، وهو من تصميم الآثاري الباحث فاروق سايس الذي أبدع العديد من المعالم الأثرية السورية كألعاب تعليمية وتثقيفية ومعرفية منها لعبة الحصن وقلعة حلب، وحالياً ماكيت الوردة الشامية التي أخبرنا عنها بأنها قابلة للتركيب بأسلوب معين، يجذب الأطفال واليافعين والكبار.
وأضاف: “حاولت أن تكون الألوان متناغمة مع هذه الثروة التراثية السورية العالمية، فالوردة الشامية بحدّ ذاتها تبعث على التفاؤل وتعديل المزاج والتأمل، وهي حاضرة في معرض الزهور ليكون ريعها وريع جميع مبيعاتي لدعم الأطفال المصابين بالسرطان “جمعية بسمة”، ومن جهة ثانية، هناك ورشات عديدة، ومنها ورشات تركيب المعالم الأثرية وماكيت الوردة الشامية الذي ابتكرته من أطباق عدة من الورق المناسب، مرفق مع مخطط طريقة التركيب، ولجميع الأطفال وزوار المعرض أن يشاركوا في هذه الورشات المقامة، وأن يستمتعوا بالمعرض المزدحم بالزهور وكأنه لوحة تشكيلية طبيعية تشكّل زجاجة عطر عملاقة من الغيم الفواح بألوان المحبة والسلام التي تبعثها الزهور”.