النقد الذاتي الغائب والعمل الإداري الخاطئ أحد نواقص كرتنا ورياضتنا
ناصر النجار
أجمل شيء في الحياة عندما يمارس القائد الرياضي النقد الذاتي ويعترف بخطأ ما ارتكب أو تقصير في هذا المفصل أو ذاك. وهذا الموضوع يفتح الكثير من التساؤلات حول أوضاع الكثير من المؤسّسات الرياضية النائمة على أخطائها، والتي لا تحاول إصلاح هذه الأخطاء، بل تبادر إلى محاربة كلّ من ينتقدها، سواء من الكوادر أو الإعلاميين.
مراجعة الذات أكثر شيء إيجابي في حياة الإنسان، والإنسان الجيد هو الذي يراجع أعماله يوماً بيوم ويحاسب نفسه على كلّ كلمة صدرت منه أو فعل قام به، ويقوم بتصحيح أخطائه ليتجنّب المزيد من الأخطاء والعثرات، ولو طبق القائمون على الرياضة بكل المؤسسات الرياضية كبيرها وصغيرها هذه المحاسبة الذاتية لوجدنا أمور الرياضة بخير.
ما دفعنا للحديث عن هذا الموضوع هو تصريح أحد أعضاء اتحاد كرة القدم لإحدى المنصات عن أخطاء اتحاد كرة القدم، ومن جملة ما قال: إن كرتنا تفتقد للكوادر الإدارية والتنظيمية والإعلامية المحترفة، وهذا الاعتراف صحيح بالمطلق، لكننا لم نجد أي جدوى من التصريح به، لأن الواجب أن يعمل هذا العضو على ترسيخ ما صرّح به ضمن أعمال الاتحاد من خلال الاجتماعات الرسمية، وأن يجتهد ليزيد من مساحة الدورات التي يقيمها اتحاد كرة القدم لكوادره وموظفيه، مع العلم أن اتحاد كرة القدم الذي مضى على وجوده أكثر من سنتين أقام عدة دورات خارجية للكثير من كوادره في القانون والإدارة، وهذه الدورات معروفة ومعروف من اتبعها وقد تكون خطوة جيدة ولكنها غير كافية، مع العلم أن كرتنا بشكل عام تفتقد إلى هذه الكوادر في الأندية، فما زالت الأمور الإدارية في الأندية تسير على البساطة، وهذا الأمر وضع أنديتنا في إحراج كبير بالتعامل مع العديد من المسائل الإدارية والتنظيمية، وللأسف ما زالت أنديتنا تقع بالأخطاء في موضوع تسجيل اللاعبين، وكذلك في كيفية التعامل مع القوانين والقرارات والعقوبات وغيرها من الإجراءات التي يفترض أن تكون في أتمّ الجاهزية في كلّ الأندية وخصوصاً الأندية المحترفة.
التطور الكروي والرياضي يبدأ من سلامة العمل الإداري، فكلما كانت الأمور الإدارية والتنظيمية تسير بشكلها الصحيح كانت المؤسّسات الرياضية بخير، وهذا ما يجب العمل عليه في المرحلة القادمة.