“أكروتيري”.. قاعدة الدعم اللوجستي للكيان الصهيوني
هيفاء علي
منذ بدء العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة في تشرين الأول الماضي، استمر الجيش الأمريكي بإرسال طائرات سرية إلى “إسرائيل” من القاعدة الجوية البريطانية في أكروتيري في قبرص. وهذه الطائرات من طراز C-295 وCN-235، والتي يديرها سرب العمليات الخاصة رقم 427، وهي وحدة سرية من القوات الجوية الأمريكية، وصولاً إلى مطار بريستويك، اسكتلندا.
وقد عثرت السلطات على آثار 18 طائرة من هذه الطائرات التي أقلعت من قاعدة أكروتيري الجوية البريطانية الواسعة في قبرص، متوجهة إلى “تل أبيب” منذ 7تشرين الأول. و أكروتيري هي المركز الدولي الرئيسي للأسلحة والدعم اللوجستي للعدوان الإسرائيلي على غزة، لكن الحكومة البريطانية رفضت باستمرار الكشف عن أي معلومات حول الأنشطة الأمريكية في أكروتيري، والتي من المعروف أنها تنطوي على نقل أسلحة إلى “إسرائيل”.
وعندما سُئل وزير الدفاع البريطاني السابق “ليو دوشيرتي” عن عدد الرحلات الجوية للقوات الجوية الأمريكية التي أقلعت من القاعدة منذ 7 تشرين الأول، أجاب بأن وزارة الدفاع لا تعلق على عمليات حلفائها، لكن أحد المواقع اكتشف أن الطائرات التي لا تحمل أي علامات أقلعت من أكروتيري إلى “إسرائيل” بين تشرين الثاني وحزيران كان لديها رقم يشير إلى أنها كانت تشغلها القوات الجوية الأمريكية، وكانت معظم هذه الرحلات تحمل رقم الرحلة.
وبحسب نفس الموقع، أثبتت هذه المعلومات الجديدة تورط وزراء بريطانيين في جرائم الحرب التي ارتكبت في غزة، وراح ضحيته مئات الفلسطينيين. وفي تشرين الثاني 2023، كشف مسؤول عسكري أميركي النقاب عن وجود قوات خاصة أميركية متمركزة في “إسرائيل” و”تساعد الإسرائيليين بشكل نشط”.
في التعليق على هذا الأمر، رد متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية على تلك المواقع بالإشارة إلى أنه” فيما يتعلق بالوضع في إسرائيل وغزة، فإننا نعمل مع شركاء دوليين لتهدئة الصراع وتعزيز الاستقرار ودعم الجهود الإنسانية في المنطقة، وأي استخدام للقواعد البريطانية سيكون متسقاً مع هذه الأهداف”، على حد قوله.
في الغالب، تظهر الطائرات التي لم يتم الإبلاغ عنها أنها كانت مؤخراً في فايتفيل بولاية نورث كارولينا، موطن فورت ليبرتي، أكبر قاعدة للجيش الأمريكي من حيث القوة، مع ما يقرب من 50 ألف جندي في الخدمة الفعلية، وكانت تُعرف سابقاً باسم” فورت براغ” وهي موطن لقيادة القوات الخاصة الأولى (المحمولة جواً)، والتي “تقوم بتعيين وتجهيز وتدريب وتأهيل وتمكين جنود ووحدات العمليات الخاصة بالجيش لإجراء عمليات في جميع أنحاء العالم”.
المهام العسكرية الرئيسية للطائرة هي الدوريات البحرية والمراقبة والنقل الجوي، حيث يمكنها نقل 70 جندياً أو 48 مظلياً. وفي شباط 2023، أقلعت طائرة من طراز CN-235 غير مميزة إلى أوروبا الشرقية لدعم رحلة الرئيس جو بايدن إلى أوكرانيا وبولندا. وصلت هذه الطائرة إلى قاعدة ميلدنهال الجوية الأمريكية البريطانية في سوفولك، في 17 شباط، حيث أمضت الليلة قبل أن تقلع إلى بولندا في اليوم التالي.
وأوضح أحد الصحفيين أن “هذه الطائرة النادرة والسرية جداً التابعة لـ قيادة العمليات الخاصة بالقوات الجوية، التي تعرض لوناً رمادياً أحادي اللون، لم تحمل أي علامة وطنية محددة، ولا رمزاً للجيش الجوي أو الوحدة، ولا أي رقم تسلسلي، لكن تم في نهاية المطاف تتبع الرقم التسلسلي للطائرة الأمريكية في قاعدة ميلدنهال الجوية البريطانية.
وهذا هو نفس ما حدث للطائرة التي غادرت أكروتيري متوجهة إلى “إسرائيل” خمس مرات منذ آذار، وفق ما كشفت المواقع نفسها، التي اكتشفت أيضاً أن 26 طائرة تابعة للقوات الجوية الأمريكية وصلت إلى قاعدة أكروتيري البريطانية منذ بدء العدوان على غزة. ويمكن للطائرة C-17 أن تحمل 134 شخصاً والعديد من أنواع المعدات العسكرية، بما في ذلك دبابات أبرامز وثلاث مروحيات بلاك هوك.
وذكرت صحف إسرائيلية أنه في تشرين الأول 2023 هبطت أكثر من 40 طائرة نقل أمريكية في قاعدة أكروتيري لنقل المعدات والأسلحة والأفراد، وتم تزويد الطائرات بالوقود باستخدام المخزون الاستراتيجي للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في أوروبا. وكان من المفترض أن يكون الهدف من حوالي نصف الرحلات الجوية الأمريكية هو “تقديم الدعم العسكري”.
وأنه خلال الأيام الستة بين 4 و9 شباط، حدث نشاط مكثف للقوات الجوية الأمريكية في قاعدة أكروتيري الجوية مع تفريغ ست طائرات من طراز C-17 من قاعدة رامشتاين الجوية بألمانيا. ومن بين طائرات القوات الجوية الأمريكية التي تهبط في أكروتيري منذ 7 تشرين الأول هناك أيضاً خمس طائرات من طراز C-130 قادمة من القاعدة الأمريكية في إنجرليك، في أضنة، تركيا، و قد رفضت الحكومة البريطانية الكشف عن طبيعة شحنتها.