دراساتصحيفة البعث

فظائع خفية ترتكبها قوات الاحتلال ضد المدنيين الفلسطينيين

عناية ناصر

وفقاً لتقارير العديد من منظمات حقوق الإنسان الدولية، استخدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، وبشكل متكرر، الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة المحاصر كدروع بشرية منذ عام 1976، مما يعرض وبشكل متعمد حياة المدنيين للخطر. وكانت القوات الإسرائيلية قد كثفت إلى حد كبير استخدام هذه السياسة خلال الفظائع المستمرة التي ترتكبها في غزة، وقد تم تفصيل الأدلة الشاملة على استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي المدنيين كدروع بشرية في إفادات الضحايا، وفي مقاطع الفيديو المنشورة على الإنترنت.

وقد وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عدة شهادات لمدنيين فلسطينيين استخدمتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي كدروع بشرية، وأجبرتهم على الدخول في أماكن خطيرة لتأمين وحماية عناصر قواته وعملياته في عدة مناطق، بما في ذلك داخل مستشفى الشفاء

إن الغالبية العظمى من الفلسطينيين الذين استهدفتهم “إسرائيل “هم من المدنيين. وقد وجدت منظمة العفو الدولية ومنظمة “هيومن رايتس ووتش” وغيرهما من منظمات حقوق الإنسان الدولية أدلة كافية على أن” إسرائيل” استخدمت المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية.

ويظهر أحد مقاطع الفيديو حالتين أُجبر فيهما سجناء فلسطينيون على تفتيش المباني المدمرة. وأظهر الفيديو أيضاً أسيراً فلسطينياً يُجبر على الدخول إلى نفق بعد أن تم ربطه بحبل وكاميرا مثبتة على جسده، بالإضافة إلى جنود إسرائيليين وهم يجبرون معتقلين آخرين على ارتداء ملابس عسكرية لاستخدامهم كدروع بشرية. وفي إحدى الحالات، تم استخدام أسير جريح كدرع بشري وإجباره على دخول المنازل المدمرة في غزة وفيها جثث الشهداء المتناثرة عند مداخلها. وفي صورة أخرى، مؤرخة في كانون الأول 2023، يظهر جنود إسرائيليون وهم يستخدمون فلسطينياً محتجزاً كدرع بشري لتفقد مدرسة مهجورة في مدينة غزة أثناء مراقبتها بطائرات بدون طيار.

وفي 6 حزيران، أصابت غارة جوية للاحتلال الإسرائيلي خلال الليل مدرسة تابعة للأمم المتحدة تؤوي حوالي 6000 نازح فلسطيني في مخيم النصيرات للاجئين، ما أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن 40 شخصاً، من بينهم 14 طفلاً وتسع نساء، وإصابة 74 آخرين. وقد نشرت قوات الكيان الإسرائيلي أسماء وصور 14 عضواً في الجماعات الفلسطينية، زاعمة أنهم كانوا يعملون من المدرسة، والذين، كما قالوا، أصيبوا في الغارة. وبعد التأكد من القائمة، فضح المكتب الإعلامي في غزة الادعاءات الإسرائيلية، حيث وجد المكتب أن عدداً من المدرجين في القائمة ما زالوا على قيد الحياة أو يعيشون في الخارج، في حين استشهد آخرون في هجمات سابقة في مواقع مختلفة.

لقد استخدمت قوات الاحتلال نفس السياسة القذرة على نطاق واسع في الضفة الغربية المحتلة. ففي أيار الماضي، تم استخدام ثلاثة أطفال فلسطينيين من مخيم طولكرم للاجئين كدروع بشرية، وفقاً للوثائق التي جمعتها منظمة “الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال –فلسطين”، حين أجبر الجنود الإسرائيليون الصبية على السير أمامهم بينما كانوا يقومون بتفتيش المنازل والأحياء الفلسطينية. وفي حالتين، أطلقت القوات الإسرائيلية النار من أسلحتها الموجودة على أكتاف الصبية. وفي حالة أخرى تم استخدام شاب فلسطيني جريح آخر كغطاء خلال مداهمة في جنين خلال  شهر حزيران، حيث قام  جنود الاحتلال بربطه على غطاء سيارة عسكرية إسرائيلية، واقتحموا البلدة بدلاً من السماح له بتلقي الرعاية الطبية بعد أن أطلقوا النار عليه وأصابوه.

إن هذه الحالات ما هي إلا جزء بسيط من قائمة الانتهاكات الإسرائيلية للمدنيين الفلسطينيين الطويلة والمستمرة والتي لا تظهر قوات الكيان أي علامات على إيقافها.