أخبارصحيفة البعث

العدوان على اليمن.. العدو يزداد ضعفاً

تقرير- سنان حسن

أعاد العدوان الصهيوني على اليمن، التأكيد من جديد على مسلمة ثابتة وراسخة منذ عدوان الـ 2006 على وهنه وضعفه، وتهالك ردعه المزعوم، وأن كل إدعاءات قادته بأنه مازال القوة الأعظم في المنطقة، هي مجرد أوهام لا وجود لها لا إلا في عقولهم، وعقول من يشد على أيديهم ويطبع معهم، كما وأبان العدوان على الحديدة أن بنك أهدافه في غزة واليمن ولبنان وسورية واحدة، وهي ارتكاب الجرائم بحق المدنيين والأبرياء وكل البنى التحتية والمؤسسات المدنية.

مع بدء العدوان على غزة، تحركت جبهات الإسناد في لبنان والعراق واليمن، دعماً لغزة ومظلومية شعبها، وقد كان لجبهة الإسناد اليمنية دوراً فاعلاً في ذلك، من خلال العمليات النوعية التي قامت بها والتي كان عنوانها العريض منع أي سفن تجارية أو عسكرية من التوجه إلى موانئ الاحتلال، فنفذت ما يفوق على 220 عملية نوعية ضد سفن المتوجهة إلى موانئ الاحتلال، وقصفت بمئات الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة، أهدافاً في فلسطين المحتلة، محققة إصابات مباشرة ودقيقة، والنتيجة كانت شلل اقتصادي لكل موانئ الاحتلال واتجاهها نحو الإفلاس كما يجري حالياً في “إيلات” وغيره من المرافئ الصهيونية الكبيرة، الأمر الذي استدعى تدخل العدو الأصيل الأمريكي والبريطاني لرد الهجمات على كيان الاحتلال، فكان تشكيل ما يسمى تحالف “الازدهار” بقيادة واشنطن ولندن للرد على الهجمات اليمنية، ولكن أيضاً دون جدوى، إذ يكفي أن نسمع الروايات التي نشرتها الصحافة العالمية عن المواجهات بين القوات المسلحة اليمنية وقوات التحالف، وكيف تحدثوا عن جحيم عاشوه في تلك المنطقة بفعل العمليات المركزة والنوعية للقوات المسلحة اليمنية.

ولكن العمليات استمرت بوتائر عالية حتى وصلنا إلى العملية النوعية في يافا المحتلة، والتي استطاعت خلالها المسيرة “يافا” من قطع أكثر من 2100 كم وأصابت هدفها، هذه العملية كانت نقطة تحول في المواجهة إذا تدخلت “إسرائيل” لأول مرة في العلن بالهجوم على اليمن، من خلال قصف أهداف مدنية وبنى تحتية في ميناء الحديدة، حيث طرحت تساؤلات كثيرة حول الرد الصهيوني وأهدافه، وهل بالفعل حقق المطلوب؟. ولماذا الآن؟

لقد سعت القيادة العسكرية لكيان الاحتلال لتأكيد أمام جمهورها أنها ما تزال حاضرة في الميدان، وقادرة على الوصول إلى كل الأهداف التي تريد وتحقيق ما تريد، ولكن فات هذه القيادة أن اليمن لم يكن أول مرة ينفذ عملية ضد الكيان، فقد مضى عليه وقت طويل، كما أن موانئه فارغة ومفلسة منذ أشهر، وليس بفعل عملية يافا.

لقد ظن العدو أن تنفيذ هذه العملية ومشاهد النيران المشتعلة في مستودعات النفط بالحديدة، وضرب محطات الكهرباء سترهب اليمنيين وغيرهم من قوى المقاومة في المنطقة، وتدفعهم على تغيير مواقفهم، ولكن النتيجة كانت عكس ذلك، فالعملية كشفت عدم وجود أي هدف عسكري في العملية التي حاولوا تصويرها على أنها الضربة القاضية، سوى قتل المدنيين وتدمير المنشآت المدنية.

والحال فإن العدو أخطأ مرة أخرى في تقديراته في العدوان على اليمن، وغيرها من جبهات الإسناد، فالجبهة موحدة وقوى المقاومة جاهزة لصد أي تصرف أحمق، قد يرتكبه العدو في توسيع دائرة العدوان، والأهم أن هذه العملية بدلاً من زرع الخوف كما ظن العدو، عززت من موقف قوى المقاومة وزادت من عزيمتها وتصميمها على مجابهة العدوان حتى تحقيق النصر.